خلال الأعوام القليلة الماضية، كشف «حزب الله» عن حالات قبض عدة على جواسيس من كوادره يعملون لمصلحة الموساد.
ففي أيلول (سبتمبر) 2011 تم إعلان خلية من عشرة أشخاص، كانت الأخطر في الحرب الاستخباراتية بين إسرائيل و«حزب الله»، وأكثر ما سبب صدمة داخل الحزب أن بعض عناصر الخلية لهم مواقع مرموقة داخل الحزب، وذكر الحزب – حينها – أن أحد المعتقلين في الخلية رجل دين، يعتبر مسؤولاً تنظيمياً في الحزب بحسب موقع «إيلاف».
في الـ24 من كانون الثاني (يناير) 2013، نشرت وسائل إعلام لبنانية عن كشف أخطر عملاء إسرائيل داخل «حزب الله»، وهو «علي رفيق ياغي» أحد كوادر الحزب في منطقة البقاع، وكان مرشح الحزب على قائمته للانتخابات البلدية في بعلبك، وسلمه الحزب إلى القضاء ليحاكم بتهمة الحصول على 600 ألف دولار من الاستخبارات الإسرائيلية.
وفي الـ30 من يناير عام 2013، قامت غارة جوية باستهداف مواقع داخل سورية، استهدفت قافلة عسكرية كان النظام السوري ينقل أسلحة وصواريخ مضادة إلى «حزب الله» في لبنان، واستهدف الطيران الإسرائيلي أيضاً تدمير مواقع عسكرية للنظام السوري في منطقة الزبداني، وعلى رغم فذلكة النظام السوري بقطع التيار الكهربائي عن جنوب سورية بعذر نقص الطاقة، بغية تمرير الصواريخ في سرية تامة، إلا أن القصف الدقيق لأهداف الطيران الإسرائيلي، يدل على اختراق على مستوى القيادات في «حزب الله».
يوم الأحد الماضي قامت إسرائيل باستهداف بلدة القنيطرة السورية بالقرب من الجولان، وقصفت موكب من ثلاث سيارات كانت تقل ستة عناصر من «حزب الله»، قتل فيها جهاد عماد مغنية، والقيادي بـ«حزب الله» المسؤول عن ملف سورية والعراق محمد عيسى، وأدت الغارة إلى قتل ستة قادة عسكريين إيرانيين، منهم اللواء محمد علي الله دادي، وهو من كبار جنرالات الحرس الثوري الإيراني وقائد فيلق الغدير في محافظة يزد الواقعة في جنوب إيران، وقائد عسكري إيراني يدعى علي طباطبائي.
وعادت العملية الأخيرة لتزيد الغضب داخل الشارع الشيعي في لبنان، ولاسيما كوادر الحزب، إضافة إلى الغضب الموجود من التوابيت التي لا تتوقف قادمة من سورية، وبالطبع كان مؤلماً استهداف حارة حريك والضاحية أكثر من مرة، وتفجير سيارة مفخخة قرب مبنى للحزب.
في حالات مشابهة يذهب «حزب الله» للتفكير في رد الصفعة إلى إسرائيل، إما عبر إشعال حرب جديدة شبيهة بحرب تموز (يوليو) 2006، والأوضاع في لبنان وسورية لا تسمح بذلك، أو استهداف أهداف إسرائيلية في الخارج، ويبدو أن هناك سيناريو ثالث هذه المرة، وهو استهداف الجولان من مناطق سورية، حتى ينتقم الحزب ويحيد لبنان معاً، ولكن الطيران الإسرائيلي على جنوب لبنان بعد ضرب القنيطرة، ربما كان رسالة بأن شهية نتانياهو مفتوحة لضرب «حزب الله» في البلدين كرد فعل، والأجواء بعد حادثة شارلي إيبدو تمنح هجوماً إسرائيلياً كرد فعل على أي قصف من «حزب الله» قبولاً دولياً بوصفه حرباً على الإرهاب.
وفي سبتمبر 2014، أوقف جهاز الأمن في «حزب الله» عميلاً ضمن صفوفه يدعى محمد شوربة، أفشل نحو خمس عمليات أمنية كان يخطط الحزب لتنفيذها في الخارج، ضد أهداف مرتبطة بإسرائيل للثأر لمقتل قائده العسكري عماد مغنية، الذي اغتيل في عملية بدمشق عام 2008، وبالمناسبة كان محمد شوربة «يتولى مسؤولية التنسيق في وحدة العمليات الخارجية المرتبطة بالأمن العسكري للمقاومة، التي تعرف بالوحدة 910»، وهي المسؤولة عن «العمليات الأمنية» التي ينفذها «حزب الله» في الخارج.
الشواهد كثيرة عبر التاريخ على أن أقوى قدرات إسرائيل العسكرية، هي قدرتها على اختراق «حزب الله»، وليس خشية إسرائيل من تزايد قوة الحزب كل يوم، كما أشار نصر الله في لقاء مع قناة «الميادين» قبل أيام، سماحة السيد سيفكر غالباً في ضرب أهداف إسرائيلية في الخارج، وسيتذكر حتماً كيف «اتلسع من الشوربة» كما يقول المثل المصري، ولكن عليه بدلاً من «النفخ في الزبادي» أن يحذر من تسمم طعامه، لأن إسرائيل لا تقتل من في قتلهم بطولة لهم، بل تدس لهم السم كما فعلت مع عرفات.
صحيفة الحياة
http://alhayat.com/Opinion/Abdulrahmaan-Al-Toriri/6944567
الأربعاء 21 يناير 2015
اترك تعليقاً