هناك دائما في منطقتنا العربية مطالب شعبية، وحديث يجري بين السياسيين عن ضرورة مكافحة الفساد، أو القضاء على الفساد، بعضه يقع على مستوى الشعارات الانتخابية لا أكثر، ويلعب اللفظ دورا محوريا في تلك المعركة، إلا أن المحك هو الإرادة السياسية، والتي تنطلق من سياسيين جادين يدركون أن الفساد كالتفاحة الفاسدة تهلك ما حولها، وليس حدثا…
في ذكرى البيعة الـ3 للملك سلمان بن عبدالعزيز، تتعدد الملفات الكبرى التي حملتها السنوات الماضية، والتي قد تطرقت في مقال الأسبوع الماضي، للعلاقات مع العراق ومع مصر، بالإضافة إلى تشكيل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. لكن من البارز أيضا اتساع دائرة العلاقات الخارجية السعودية، وعلى أكثر من محور، فشهدت العلاقات تطورا مع قارة أمريكا…
يتساءل الإعلام العربي والغربي، ولا يفهمون ما حدث، فليس له سابقة في المنطقة، لا على مستوى الحدث، ولا على حجم المقدمين للتحقيق في قضايا الفساد، ولا على حجم السرعة التي تسير بها المملكة العربية السعودية في قراراتها. يأتي قرار مكافحة الفساد، وتوجيه التهم لعدة أشخاص، بعد أيام من إطلاق مشروع نيوم، مشروع لا مكان فيه…