أقلعت طائرة الرئيس محمد مرسي من طراز إيرباص 340/200 ، في أولى رحلات الرئيس الجديد متوجهة لمطار الملك عبدالعزيز بجده، للقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في قمه لمناقشة العديد من الأمور الأقليمية ، وسبل تطوير التعاون بين البلدين. وقد كانت الزيارة عبر مضمونها أولا وعبر الملفات المطروحة للنقاش ثانيا وعبر تصريحات محمد مرسي ثالثا ، تمثل رسائل للعديد من الأطراف، بعضها جديد وبعضها تأكيد على بعض تصريحات مرسي السابقة.

الرسالة الأولى كانت موجهه لإيران مفادها أن مصر في حكم مرسي لن ترتمي في حضن إيران ، والرساله مزدوجه حيث أنها تطمين لدول الخليج المتوجسه من حكم الإخوان لمصر ، والتي ترى إيران خطرا إقليميا حاضرا عبر سلاحها النووي وعبر التدخل في شئون العديد من الدول الخليجيه وعلى رأسها البحرين والإمارات والكويت ، وقد عبر مرسي عن ذلك صراحه عبر تصريحه بأن أمن الخليج خط أحمر.

التطمين للخليجين أيضا أتى عبر تأكيد مرسي بأن مصر لا تنوي تصدير الثورة لدول أخرى ، وأنها لا تتدخل في شئون دول أخرى ما لم تتعدى هذه الدول على شأن مصر الخارجي. محاور النقاش الخاصه بالشئون الإقليمية أوضحت أن الرؤية قريبة في مناطق السخونه الإقليمية لا سيما في القضية السورية ، وكذلك في القضية الفلسطينية وفي التنازع بين الفرقاء في لبنان ، وكما ذكرنا في الموقف من التدخل السافر من إيران في شئون دول المنطقة.

الزيارة حملت رساله للداخل المصري أرسلها مرسي والقيادة السعودية معا ، من أن السعودية ليست ضد الثورة وليست متمسكه بمبارك أو ضد الإخوان بالمطلق ، بل أن القيادة في السعودية تهتم بخير البلدين والشعبين ، وبالتصدي للمخاطر الإقليمية ، وللعمل على إزدهار العلاقه بين مصر التي يعيش بها أكثر عدد من السعوديين بصفه شبه دائمه ، والسعودية التي يعيش بها أكبر عدد من المغتربين المصريين.

القيادة السعودية وحتى قبل أن يتولى مرسي سدة الحكم، وخلال 18 شهرا من سقوط النظام السابق كانت أكبر داعم إقتصادي لمصر عبر معونات مختلفة بلغت 4 مليار دولار ، وهو ما يؤكد مجددا وقوف السعودية إلى جانب مصر الدوله والشعب مهما إختلفت القيادة ، وهو ديدن السعودية منذ عهد الملكية في مصر.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *