قامت في مصر ثورة 25 يناير 2011، وسميت من بين أسمائها بثورة اللوتس، وهو أقل الأسماء تداولا مؤخرا، واللوتس هي نبته مائيه مزهره تنمو على ضفاف النيل، وتعتبر من رموز الثقافة الفرعونيه القديمه، حيث تظهر في العديد من النقوشات والرسوم الموجوده في المعابد الفرعونيه.
وقد حققت الثورة المصريه في طليعه إنجازاتها إزاحه الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وهاهي بعد ما يقارب العام والنصف تقترب من إختيار رئيسها القادم وهو إما محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، أو الفريق أحمد شفيق وزير الطيران في أخر حكومات مبارك.
وقد كان الشهر الحالي يونيه 2012 زاخماً بالأحداث الكثيفة والحاسمة لعدد من الأمور المعلقة، حيث شهد الثاني من الشهر النطق بالحكم في قضية الرئيس مبارك ونجليه، بالإضافه إلى وزيرداخليته وسته من نوابه، تلا ذلك قرارا لوزير العدل يمنح أفراد الشرطة العسكرية وأفراد المخابرات الحربيه صلاحيه الضبطيه القضائية ، إذا أرتكب شخص بعض المخالفات التي ينص عليها قانون العقوبات.
واليوم الذي يليه والموافق للرابع عشر من الشهر الجاري، كان يوم المحكمة الدستورية وقراريها الحاسمين بعدم دستوريه قانون العزل، وبالتالي بقاء أحمد شفيق منافسا في الإنتخابات الرئاسيه، بالإضافة لحل مجلس الشعب لعدم دستورية الثلث الفردي، وقد أقر المشير طنطاوي حكم المحكمه الدستوريه بحل البرلمان. والمرشحين الواصلين لحسم مقعد الرئاسه، ليسا مرشحي الثورة ولا يمثلان الثورة بالطبع، أحدهما يمثل الإسلام السياسي الذي تآكلت شعبيته، لا سيما وأداء الإخوان السياسي ومنذ قيام ثورة اللوتس، يشي بأهداف الإخوان بنزعة الهيمنة على جميع السلطات، من الرئاسه للبرلمان وكذلك السلطه التنفيذيه عبر الحكومه، مرورا بالرغبه في السيطرة على القضاء والإعلام، إنتهاء بتهديد خيرت الشاطر بقوله: إن لم يفز مرسي فليس أمامنا إلا الجهاد المسلح.
المرشح الآخر الفريق أحمد شفيق، فقد تسلطت عليه الآله الإعلاميه من منافسه تشويها وربطا بالنظام القديم، بالإضافه لربط إسمه بموقعه الجمل ، وقد كان مجرد وصوله لمرحله الإعادة صدمه لقوى ثوريه عديده، وبالتالي فشفيق بالنسبة للكثير يعاب عليه أنه يمثل النظام الذي ثاروا عليه، وأن إعلانه رئيسا هو عودة للفساد والإستبداد، وتمسكا للعسكر بالحكم عكس ما وعد مرارا المجلس العسكري.
السؤال الذي يشغل الكثير من المحللين، هل مصر متجهه إلى ثورة جديدة ؟ وهل ستثور إذا فاز مرشحا بعينه؟ وهل ستكون لدعاوى التزوير من أحد الخصوم إذا خسر الوصول لسدة الرئاسة قدرة الحشد في الميادين مجددا؟ وفي إعتقادي أن الرأي الشعبي العام سيكون رافضا لقيام ثورة جديدة، أو تحرك من شأنه التأثير على إستقرار الشارع وبالتالي العودة لغياب الأمن، خصوصا والثقه في نزاهة الإنتخابات يتزايد، وبشهادة مؤسسات مجتمع مدني محليه ودوليه، بل إن لجنه الإنتخابات سمحت للمندوبين بالمبيت بجوار المراكز الإنتخابيه في اليوم الأول من الإنتخابات درءا للشبهات.
أخيرا فشل حملات المقاطعه، والإقبال على المراكز الإنتخابيه والذي لم يقل عن المرحله الأولى حسب مؤشرات اليوم الأول، يدل على أن التوجه ذو الشعبيه، هو الإنتقال للدوله وعبر الصندوق، أيا من كان الرئيس الذي يأتي بمسار ديموقراطي، طالما أن الصندوق سيسمح بإزاحته بعد أربع أعوام، وعندها ستفتح زهرة اللوتس الجميله بالفعل.
اترك تعليقاً