طالعتنا الأخبار بإستطلاع أجرته مؤسسة ”غالوب” لقياس مؤشرات الرأي ، ونشرته على موقعها الإلكتروني ، أن السعودية احتلت المركز الأول عربيا والخامس عالميا في عدد الراغبين في الهجرة إليها ، بعدد يقارب الـ 31 مليون شخص ، وهو عدد يزيد عن عدد سكان المملكة من مواطنيها ومقيميها.
ويجب أن نضع في الحسبان أن الدول التي سبقتنا كدول مفضله للهجرة ، وهي بالترتيب الولايات المتحدة فبريطانيا ثم كندا ففرنسا، هي دول تشترك بأنها دول تمنح الفرص للعمل حسب الكفاءة ، وهي أرض خصبه للإستثمار للجادين فقط ، خالية في أغلبها من البيروقراطية الحكومية.
وقد أدلى بعض خبراء علم الاجتماع بآرائهم ، مستندين إلى ثلاث أسباب لإختيار
السعودية كوجهه للهجرة ، وهي الفرص الاقتصادية المتاحة ، بالإضافة لوجود الحرمين الشريفين خصوصا للمهاجرين من المسلمين ، وكذلك السماحة الموجودة في طبع الشعب السعودي.
حقيقة شعرت بالغرابة ، وربما شاركني البعض هذا الشعور ، تبعا للصورة النمطية التي نسمعها لدى الآخرين عن المملكة ، ولأن السعودية ليست بيئة عيش مثالية ، تبعا للطقس الحار والممتزج بالغبار في أخر السنوات ، ولأن أبسط مرافق الترفيه غير موجودة مثل السينمات والمسارح.
وهذة الدراسة تؤشر بشكل رئيسي إلى أولوية الوضع الإقتصادي ، والفرص الوظيفية والإستثمارية للمهاجرين ، مما جعلهم يفضلون السعودية على بلد كالإمارات ، يمتلك مقومات الترفيه ، وكذلك البنيه التحتية.
الإستقرار الذي مرت به المملكة لا سيما إبان الأزمة الإقتصادية العالمية ، أعطى مؤشرا لأهمية الإقتصاد المستقر لدى من يرغبون بالهجرة ، وطالبي العمل ، وهذا يأخذنا لمؤشرات البطالة المرتفعه – نسبيا – بين السعوديين ، رغم وجود هذة الفرص ، في سوق كبير وإستهلاكي ، قد يقارب في رأس ماله حوالي نصف سوق الشرق الأوسط.
زيادة الوظائف وفرص العمل التي يستحوذ عليها الوافدون ، مع ثبات نسب البطالة ، يؤدي بنا للتسائل عن ماهية تأهيل الشباب الباحث عن العمل ، وكذلك عن جدية القطاع الخاص في توطين الوظائف، حيثما وجدت الكفاءات الوطنية.
وهو ما يؤدي إلى التركيز على مخرجات التعليم ، بالإضافة إلى جودة التدريب ، وصولا إلى مدى القيود التي تفرضها وزارة العمل على منشئات القطاع الخاص ، لتوطين كل وظيفة يوجد لها سعودي مؤهل يمكن أن يشغلها ، ونحن نشهد بكل أمانة جهد طيب عبر “نطاقات” لتوطين الوظائف ، نتمنى أن يزدهر لدرجة لا يبقى فيها سعودي عاطل.، طالما هو مؤهل بدرجة كافية لشغل هذا المكان.
اترك تعليقاً