يوم الرابع عشر من فبراير الجاري تمر الذكرى الـ75 على لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس الأمريكي فرنكلين روزفلت، الذي تم على متن يو أس أس كوينسي، مدشنا العلاقات السعودية الأمريكية، التي استمرت تبحر رغم كل العواصف.
على هامش هذه الذكرى التقينا سفير الولايات المتحدة في الرياض الجنرال جون أبي زيد، قائد سابق للقيادة المركزية الأمريكية (2003-2007)، وهي القيادة العسكرية الأمريكية المسؤولة عن الشرق الأوسط.
وبالطبع كانت هذه الفترة ملتهبة بعد دخول القوات الأمريكية للعراق، وسلسلة الاغتيالات التي قامت بها إيران والنظام السوري بالوكالة في لبنان، وعلى رأسها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وصولا لافتعال ذراع إيران «حزب الله» حربا مع إسرائيل في 2006، بالإضافة لحديث إيران عن تطوير سلاح نووي الذي بدأ في العام 2002.
وقد سألت السفير عن مدى نجاعة الدفاعات الجوية الأمريكية في التصدى للهجوم بعشرات الصواريخ أو بالطائرات المسيرة، خاصة وقد حدثت هجمات تجاوزت هذه الدفاعات في العام الماضي، ونتذكر حينها أن الرئيس الروسي تحدث عن أن دفاعاته الجوية أكثر نجاعة، فأضفت هل يجب أن يكون هذا خيارنا؟
وقد بدأ إجابته بالقول دعني أذكرك بأن الطائرة المدنية الأوكرانية أسقطت بنظام روسي، وصحيح أن إدارة العمليات لها دور لكن في نهاية الأمر هي مزيج من الإثنين، بينما أنظمتنا أثبتت عبر التجربة أنها أكثر تطورا، وأكثر قدرة على التعامل مع الظروف الصعبة، وقدرات الدفاع الجوي السعودي في تطور مستمر، وهذا ما وجدته خلال العام الذي قضيته هنا في المملكة، وأكد أن الوضع اليوم مختلف تماما عما كان عليه في الرابع عشر من سبتمبر.
وتحدث السفير عن ما كرره مسؤولون من البلدين، من أنه لا الولايات المتحدة ولا المملكة العربية السعودية تريدان حربا مع إيران، وكذلك الإمارات العربية المتحدة، وأضاف لا أستطيع أن أعد المرات التي دعيت فيها طهران للحوار، وكانت آخر مرة في خطاب الاتحاد الأخير للرئيس ترمب.
وأبدى أبي زيد استغرابه من من يقولون إن واشنطن تريد خلق مشكلات مع طهران، بينما هي في الواقع تستهدف إيقاف التمدد الإيراني خارج حدودها عبر المليشيات، ولا أحد يتمنى أي أذى للشعب الإيراني. وأكد على ما ذكره وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير سابقا، بأن المشكلة هنا أن لدينا المملكة برؤيتها الطموحة 2030، بينما إيران لديها رؤية 1979، التي تصر من خلالها على صرف مقدراتها على التمدد الخارجي وتطلعات شعبها.
وتحدث السفير في ما يخص مستقبل التعاون بين البلدين، وكيف تنوعت مجالات هذا التعاون تبعا لرؤية المملكة، حيث أصبح هذا التعاون أوسع من مسائل النفط والأمن ومكافحة الإرهاب، وأصبحت هناك شراكات في عدة مجالات منها المجالات التقنية، وأثنى كثيرا على عدة شركات أمريكية تعمل في المملكة بقيادات سعودية.
اليوم تستمر علاقة الحلفاء بين المملكة وأمريكا في عالم مختلف، متنوع العلاقات والشراكات، لا تستلزم هذه العلاقة توافقا تاما في الرؤى ولم تكن يوما كذلك، محركها الرئيسي اليوم هو محرك اقتصادي، بدفع من بوصلة الرؤية الاقتصادية، وستبقى هذه العلاقة مهمة للطرفين، وستزداد أهميتها مع تزايد المصالح والشراكات.
صحيفة عكاظ
https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2009697
10 فبراير 2020
اترك تعليقاً