أيام قليلة تسبق الذكرى الثامنة على 25 يناير، الموعد الأشهر في تاريخ الربيع العربي، وهو الأشهر لأن مصر هي الدولة الأكبر والأهم في العالم العربي، بثقلها السياسي والبشري والعسكري.
وقبل حلول ذكرى ثورة يناير خرج الرئيس محمد حسني مبارك للحديث عن ما حدث من تدخل خارجي حينها، والحقيقة أن التدخل الخارجي لم يحدث في 2011، بل كان مخططا منذ عام 2005، حين نجحت الضغوط الخارجية بتغيير نظام الانتخابات الرئاسية، بحيث تكون الانتخابات تنافسا بين أكثر من مرشح.
وحينها حقق أيمن نور الموجود في تركيا المركز الثاني بعد الرئيس مبارك، ونور موجود الآن في تركيا لإجراء عمليات البوتكس وزراعة الشعر والتنديد بسياسة السعودية ومصر معا، والتهجم على الإمارات بين الحين والآخر.
حيث مثل أيمن نور في مسرح العرائس، عروسا يحركها «الإخوان المسلمون» بوجه حليق، وخطابا يُخدع بليبراليته، وبالطبع من وراء الإخوان تركيا وقطر وإيران.
وفي عام 2009 اعتقلت السلطات المصرية 21 عنصرا من حزب الله بالإضافة لقائد الخلية، حيث قامت الخلية بالتخطيط لهجمات ضد أهداف إسرائيلية ومصرية في شبه جزيرة سيناء، كما خططوا لثلاث هجمات كبرى في طابا لاستهداف سياح إسرائيليين عبر سيارات مفخخة.
كما قامت الخلية بإنشاء خلية لمراقبة نشاط السفن في قناة السويس. اشترت الخلية زورقا كما فتحت محلا لبيع الأسماك في مدينة بورسعيد، وحينها صرح مبارك غاضبا بأن «حزب الله وإيران يطمحان إلى فرض نفوذهما على عالمنا العربي من خلال إدخال عناصر معادية إلى المنطقة في جهود تهدد الأمن القومي المصري».
حينها كانت تلك العملية بعناصر من حزب الله وبدعم من النظامين السوري والإيراني، هذه العناصر وكما صرح الرئيس مبارك وقبله وزير الداخلية حبيب العادلي، هربت من مصر بعد اقتحام سجن وادي النطرون، والذي هاجمه عناصر من حماس عبرت الحدود في يناير، وذلك سعياً لإحداث فوضى في مصر، تضمن تقهقر الشرطة وسقوط النظام.
وللعودة بالذاكرة فلم تكن المشاعر الجميلة بين المصريين في الميدان، ورغبتهم في حياة أفضل تضمن العيش والحرية، تتسق مع عمليات اقتحام السجون وأقسام الشرطة، ولا مع تفجير أنبوب الغاز الممتد في سيناء لتصدير الغاز إلى إسرائيل، والذي فجرته عناصر حماس لتشتيت العناصر الأمنية.
كان صوت الضجيج مرتفعاً حتى أصبح رجال الشرطة متهمين، يهربون من بدلهم الرسمية حتى لا يكونوا في مرمى الغضب الشعبي، ولم يكن عبثاً اختيار يوم 25 يناير وهو عيد الشرطة، ليتحول إلى ميتمهم، لم يكن قفز عناصر على مصفحات الشرطة ورش الزجاج الأمامي لحجب الرؤية، إلا وليد تدريبات احترافية، أدت إلى المشهد الدرامي للمصفحة وهي فاقدة السيطرة على كوبري قصر النيل، فيما نقلته الجزيرة بعنوان «دهس المتظاهرين».
كان النظام المصري قريباً من الاستماع لطلبات المتظاهرين، ويوم 28 يناير اقترب بالفعل من تهدئتهم وبدأوا في العودة لمنازلهم، ولكن عناصر من «الإخوان المسلمون» أغلقت بعض شوارع ميدان التحرير لمنع المتظاهرين من الخروج، رغبة في نجاح المخطط بإسقاط النظام.
ولما لم يكن ذلك كافياً تحركت العناصر التخريبية التي أتت من غزة، بصحبة عناصر من الإخوان، للقيام بما سمي معركة الجمل، واستعمال العنف مع المتظاهرين، مما سبب هيجاناً في الشارع، وأعاد إشعال الثورة حتى تسقط النظام.
أما لماذا حاول إسقاط نظام مبارك، فليس لأنه نظام غير ديموقراطي، أو لأنه يحاول توريث ابنه جمال، بل لأنه وقف ضد المخططات لإسقاط النظام العربي، حيث تصدى لغزو الكويت من صدام، ولمشاريع نظام الأسد وطهران للإخلال بالأمن العربي، وأهم من ذلك لأنه تصدى للمتجارة بالقضية الفلسطينية عبر شعارات المقاومة، لمصلحة دول إقليمية، وعلى حساب الشعب الفلسطيني.
صحيفة عكاظ
https://www.okaz.com.sa/article/1695954/
الإثنين 31 ديسمبر 2018
اترك تعليقاً