أبريل من العام الماضي 2016 زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان القاهرة، بعد كثير من الكلام عن مدى تراجع العلاقات السعودية المصرية وخلاف حول عدة ملفات، لتقول الزيارة باختصار إن ما يتداول يبقى «كلام»، وبعضه الآخر أمنيات.
لم يجد الكارهون في هذه الزيارة إلا ملف ترسيم الحدود، والذي تكون نتيجة له وجود جزيرتي تيران وصنافير ضمن الأراضي السعودية، فأصبح كل باحث عن بطولة يعتبرها قضيته، ويبحث عن شعبية افتقدها أو لم تكن لديه من الأساس، لكنها بقيت ورقة في ملف كبير من العلاقات السعودية المصرية أيا كان مصير الجزر، وبحكمة الكبار لم ترد القيادة السعودية أو المصرية على ما يطرح إعلاميا حول القضية.
كثر الحديث عن المشاركة المصرية في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، فأعلن الرئيس السيسي تمديد مشاركة الجيش المصري في عملية عاصفة الحزم.
الملفات كثيرة تلك التي ينبش فيها الكارهون لعلاقات جيدة بين السعودية ومصر، يذهبون للتحليل الأحادي فيعتبرون العلاقات السعودية التركية على حساب العلاقات السعودية المصرية، ولو أرادوا الفهم ورفعوا رأسهم قليلا، لأدركوا أن علاقات السعودية مع الهند ليست على حساب باكستان، ولا العلاقات مع اليابان على حساب الصين، والقائمة تطول لكن الفهم يقصر خصوصا حين تفسر الأمور حسب الأهواء.
في العلاقات السعودية المصرية يجب دراسة التاريخ لفهم الواقع، العلاقات السعودية المصرية لم تكن مثالية طول الوقت، والخلافات وجدت في ملفات عدة عبر التاريخ، وهذا أمر طبيعي لدى كل دولتين كبيرتين، لكن سر العلاقات السعودية المصرية الإدراك المشترك بأن هذه العلاقات وجدت لتبقى، والأواصر بين البلدين أكبر من أن تقطع، ودائما ما كانت قدرة البلدين على تجاوز الخلافات مهما كانت هو ما يميزها، وشواهد الحاضر والماضي كثيرة، والذي لا يعود بالمصلحة على مصر والسعودية فقط، بل على العالم العربي أجمع.
وخلال الأشهر الماضية تجدد الحديث عن خلاف سعودي مصري، لكن الحقيقة أن هناك اختلافا حول عدة ملفات، وعلى رأسها الملف السوري، وهو أمر قديم ويطرح بشفافية بين البلدين، وبتفهم لوجهة نظر كل طرف، لكن هذا مجددا لا يعني أن العلاقات سيئة، مهما طال مرور أي سحابة فلا يمكنها أن تحجب الشمس.
تجدد اللقاء في القمة العربية في عمان، والتقى الملك سلمان بالرئيس عبدالفتاح السيسي، ثم دعاه لزيارة المملكة، فكانت الزيارة مجددا في شهر أبريل، الزيارة أكدت مجددا أن السعودية ومصر يمثلان المعنى الحقيقي لدولتين شقيقتين، والتحديات مشتركة سواء التصدي للإرهاب أو الموقف الحازم من التدخلات في شؤون البلاد العربية.
يوم الأول من أبريل عادة ما يعرف في أوروبا وعدة دول بيوم الخداع، ومن هنا أتى مصطلح كذبة أبريل، لكن ومن باب المصادفة أن يكون كل أبريل موعدا للقاء قمة بين القيادة السعودية والمصرية، لدحض الافتراءات والكذب الذي ينتشر في الشبكات الاجتماعية، أحيانا من حسابات إخوانية الهوى وأحيانا من حسابات إيرانية المبتغى.
صحيفة عكاظ
http://okaz.com.sa/article/1543006/
الجمعة 28 أبريل 2017
اترك تعليقاً