في كلمة ألقاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، في مقبرة “أرلينغتون” الوطنية بمناسبة يوم المحاربين القدامى، أنه “خلال الأشهر المقبلة ستعود مزيد من القوات إلى الوطن. في هذا الشتاء، أعداد قواتنا في أفغانستان ستنخفض إلى 34 ألف جندي”.، هذة الكلمة كانت في نوفمبر 2013، وكان يأمل حينها أن تكون القوات الأفغانية قادرة على حماية أمن أفغانستان دون مساندة أمريكية، وأمل أن يتحقق ذلك في نوفمبر 2014، حيث أضاف في كلمته ” في مثل هذا الوقت من العام المقبل سيكون نقل السلطات إلى قوات الأمن الأفغانية شبه مكتمل ليتم وضع نهاية لأطول حرب في تاريخ أميركا”.

الحرب الأفغانية هي بالفعل أطول حرب في تاريخ أمريكا، حيث أتمت عامها الأربعة عشر، سحب الجنود من أفغانستان والعراق كان ركيزة من ركائز خطة أوباما للمنطقة، وأثبت سحب الجنود من العراق فشل هذة الإستراتيجية، بل إنها كشفت ورقة التوت عن فساد النظام في العراق، وعن جيش عراقي من ورق لم يستطع التصدي لدخول داعش، وهرب من المعركة في موقع مخزي لتاريخ جيش العراق، والذي لا تزال أكبر اخطاء أمريكا حله بعد 2003 وإستبداله بجيش ميليشيات طائفي.

في حالتي العراق وأفغانستان حاول أوباما الحصول على حصانة قضائية للجنود الأمريكان، وفشل في إقناع المالكي بذلك فكان أن سحب كل الجنود، وفشل كذلك في إقناع حميد كرزاي بالحصانه للجنود الأمريكان قبل الإنتخابات الأفغانية، في أفغانستان المشهد معقد أكثر من العراق، حيث ما زال طالبان قوة مسيطرة أكبر من الحكومة، ولهذا الحديث في فبراير عن محادثات بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية تجري في قطر برعاية بوساطة باكستانية، ورغم عدم نجاح المفاوضات، فقد صرح أوباما مخاطبا طالبان ” أن اتفاق سلام هو الطريق الحقيقي الوحيد لتحقيق الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية والأجنبية”.

الخطر زاد أيضا بعد بدء داعش في تأسيس كيان لها في بعض المناطق، وهو عامل آخر دفع الرئيس الأمريكي لإبطاء سحب الجنود من أفغانستان، وقرر أن بقاء قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية المنتشرة في قواعد في قندهار وجلال آباد وقاعدة باغرام الجوية خارج كابول مهمة لإستهداف التهديدات الإرهابية المتزايدة، كذلك ضروورة بقاء مستشارين أمريكيين في العمل مع وحدات الأفغانية الرئيسية، مثل قوات العمليات الخاصة والعمليات الجوية، للحد من تأثير هجمات طالبان.

أوباما بقراره بقاء 5500 عسكري حتى نهاية 2016 وربما أكثر ، بعد أن وعد ببقاء قوات حماية السفارة في كابل فقط، يرحل ملف أفغانستان لخلفه، ويفشل في غلق هذا المف الذي كلف أكثر من تريليون دولار، فلا المفاوضات نجحت مع طالبان لإشراكهم سياسا وتحقيق حل سلمي، والأسوا أن تقارير إستخبارية أمريكية أفادت بأن طالبان نجح أخيرا في إستعادة قوته، وربما سيكون حليفا لداعش في المستقبل التي بدأت في النمو في أفغانستان.

الروس بلا شك أقلقوا الأمريكان بمفاوضاتهم الأمنية مع جمهوريات سوفيتيه سابقة، كما أن الشهية المفتوحه للروس والذين يهربون للأمام من أزماتهم الاقتصادية بالحرب في سوريا، قد لا تتوقف شهيتهم عند سوريا، وقد يجد بوتين فرصة في أفغانستان لإعادة هيبة السوفييت، وعندها ستكون أفغانستان بوجود روسي خطر أكبر على المصالح الأمريكية في آسيا، ويجد صعوبة في حماية مصالح أمريكا في آسيا بين كماشتي روسيا والصين، وبالتالي يكون بقاء الجيش الأمريكي خطا أحمر يحول دون وصول الجيش الروسي الأحمر لوسط آسيا.

 

 

الموقع الشخصي

الأحد 1 نوفمبر 2015


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *