بسم الله الرحمن الرحيم
إحباط الانتخابات
يشعر السواد الأعظم من السعوديين بالاحباط من الانتخابات البلدية، التجربة الماضية ماثلة أمامهم، إحباط من المجلس السابق ومرشحيه، فقدان الأمل في الصلاحيات، إحساس بأنه مجلس صوري وأن الصلاحيات بالكامل لدى البلدية، مظاهر البدخ في الحملات السابقة تمر أمام الأعين، كصراع بين كبار العقاريين على السلطة.
أول محتوى أضيف على الانترنت بخصوص الانتخابات، كان حملة المقاطعة من العديد من الناشطين، نساء ناقمات على أن ليس لهم حتى حق التصويت، وأخرون محبطون من أن نصف المجلس فقط بالانتخابات، وبعض يرى انه مجلس لاخد الصور والظهور في الصحف.
قرار السماح بانتخاب نصف المجلس البلدي، رأيته قرار من القيادة السعودية بتفعيل المشاركة الشعبية، بأن يصبح المجلس البلدي ذو فعالية في تفعيل العمل البلدي، الإحباط الذي لمسته من أغلب من سألت، وجدته حاجة لدى الناس لوجود مرشحين يمنحون الأمل، الأمل في التطوير وتحسين الأداء، الرغبة في وجود دماء شابه تكسر نمطية البيروقراطية.
طالعت كما أغلب قراء الصحف شعارات وإعلانات مرشحي المجلس البلدي حول المملكة، وأسعدني كثيراً أن اتخذ كثيرين شعارات فحواها “لا نعد بما لا نملك”، لأن ذلك أعطاني مؤشر على وعي الناخب السعودي، وعلى احترام المرشحين لعقل جمهورهم، رغم أننا في التجربة الديمقراطية الثانية في السعودية، وهناك دول متقدمة ظلت عقود حتى استطاعت الوصول للنضج الديمقراطي، الذي أرانا سنصل إليها قريباً.
رغم اليأس الكبير الذي لمسته من الكثيرين، إلا أن الوعي الذي لمسته شجعني كثيراً للاستمرار، رغم السخرية التي وجدتها من البعض، ما شجعني كذلك على الترشح والاستمرار فيه، الإجراءات التي استُحدثت وهدفت للمساواة بين المرشحين، مثل منع استخدام الرسائل النصية والوسائط والتلفزيون والراديو، وبالتالي كانت الدورة الثانية جيدة في نواحي عدة، وأتمنى أن تتكلل بالنجاح.
اترك تعليقاً