الدراما العائلية

من الصغر ومفهوم التلفزيون مختلف عن السينما، فالتلفزيون في المجمل محافظ، يراعي لأوقات البث في برامج تصلح للجميع تختلف عن ما يُعرض بعد منتصف الليل وهذا في العام كله.
وقد كان لدينا في التسعينات مع إنطلاقة الفضائيات وعلى مستوى المسلسلات تحديداً، إلتزام بأن هذا المنتج موجه لكل العائلة بجنسيها وبمختلف الأعمار، وكان هذا لا يتأثر بشهر رمضان “الموسم الأسخن”، وكان هذا الإلتزام يشمل عدم -او لنقل الحد- من مشاهد القبل والعري والمسكرات أو العبارات ذات الإيحاءات الجنسية، وكذلك عدم تركيز الكاميرا على المفاتن.
بالطبع كل ذلك مطروح في السينما حسب الأخلاقيات، ولذلك تجبر الرقابة في أكثر الدول تفتحاً ولنمثل بفرنسا، على وضع تحديد للسن الأدنى المسموح به لحضور الفيلم، أو ما يشترك به الحضور مع أحد الوالدين.
ما كتبته هو شعور بالألم جراء الشراكة بين صناع الدراما والفضائيات والمعلنين، الذين سمحوا للمسلسل الذي يخترق منازلنا دون إذن منا، وقد لا أتمكن في المطلق من مراقبة إبني على مدار الساعة ومنعه من مشاهدته، لا سيما مع الإعادات المستمرة خاصة في رمضان.
في الإعلام تجد الحركات الدينية مشغولة بهل يجوز تصوير شخصيات دينية أم لا؟ هل هناك أخطاء تاريخية؟ والسياسيين يتنازعون فيما يخصهم من الأعمال التي تمس أحزابهم ورموزهم وغيره، ولكل الحق في طرح ما أراد.
ولكن ننسى أننا بإختلاف مشاربنا ومعتقداتنا، نحرص جميعا على نشأة سوية لأبنائنا، وبما أن التلفزيون أصبح ضيف ثقيل لا يمكن صرفه، فيجب من تضامن لتهذيب وإختيار الأعمال التي تعرض في كل وقت، ودون ذكر تحذير عائلي على الأقل، لتضر بنشأة أبنائنا التي نرجوها.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *