ينازعني القلم في الكتابة عن الموضوع، لا سيما أنه بعد ثلاثة أسابيع من الذكرى السنوية الأولى من غدر حزب الله في 7 آيار بأخوانه اللبنانيين والمسلمين، وبالأخص السنة في غرب بيروت.
في ذكرى مقتل اثنين وثمانين مواطنا بريئا لبنانيا في بيروت، على أيدي عناصر الغدر في ميليشيا حزب الله، واقتحام تلفزيون المستقبل، وإحراق صور الشهيد رفيق الحريري.
هذا الشهر دون منازع يستحق السيد حسن نصرالله جائزة الشخصية الأكثر ظهورا على الشاشات، لقد ظهر أكثر من ظهور الفريان في المدرجات الرياضية، بل تفوق على مذيعي الأخبار، مرة ببجاحة في ذكرى 7 آيار، ومرات لتخريج طلاب أو في مناسبات شبه مختلقة.
ربما كان التشاؤم هو ما دفع قلمي إلى هجران الصحف والأوراق، فأي مقال ذاك الذي يظهر ونواقيس الحرب تضرب في كل مكان.
لبنانيا نحن على مرمى عشرة أيام من الإنتخابات النيابية، انتخابات أقل ما يقال عنها انها شرسة وطاحنة، حوت اتهامات وتهديدات وتراشق،ابتدأت من جانب المعارضة بوعود لإشراك الأغلبية الحالية، إن هم صاروا الأغلبية النيابية في الإنتخابات المقبلة، مرورا بقول سيدهم ورفاقه أنهم لن يستجدوا الأكثرية الحالية للمشاركة معهم.
وصولا إلى دعوه الناس لكي تنتخب الأقلية، وحين سيعرفون من سيسلح الجيش، وجزمه بأن أسياده في طهران لن يتخلوا عنه.
إقليميا زار نتنياهو أوباما راغبا في إذن لضرب إيران لأن السلاح النووي خط أحمر بالنسبة لإسرائيل، وحقيقة الخطورة أكبر بالطبع على الخليج.
ولكن يبدو أن أمريكيا والسعودية ودول الإعتدال لا ترغب في إنفجار من هذا النوع الآن، خاصة وأن المتضرر الأول سيكون المنطقة الخليجية ومصالحها النفطية.
وللأسف أن الوضع الإيراني أدى إلى سباق تسلح نووي خليجي كما أعتقد، وإن كان يسمى طاقة نووية كما تسميه إيران أيضا.
أصابع إيران في كل مكان أمر ليس بالجديد،ولكن يبدو أنها تكبر وتفهم لغة الغرب الدبلوماسية خطأ، وأنها تهدد بالعنف حين يقترب أحد من تقليم هذة الأظافر.
لبنانيا مرة أخرى يبدو أن التوجيهات للسيد ورفاقة بأنه إما أن يحصلوا على الأكثرية النيابية، وإلا فالخراب والتعطيل كما حدث وربما بسيناريو أسوا.
كانت لبنان منقسمة بين سنة وشيعة، وما يصنع الفارق هم المسيحيين، والآن اللعبة أصبحت أصعب.
الأكثرية بها سنة وشيعة وموارنة ودروز من أنصار وليد بيك جنبلاط، والمعارضة شيعة وسنة ومسيحيين ودروز الأمير طلال أرسلان، واقحمت المعارضة الأرمن.
حزب الله الذي كان أحد كيانات ومركبات النسيج اللبناني، تضخم حتى أصبح يدرب عناصر تسبب قلاقل في العراق، وتستبيح سيادة مصر، فهل سيرضى بغير الكلية –أي الأكثرية والأقلية-؟
حزب الله الذي ثارت ثائرته حين اعلنت مجلة ألمانية عن أن حزب الله خلف مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد كان حزب الله أكال اللعنات للقضاء اللبناني وكيف يسمح بسجن أربع ضباط هم مسئولي الأمن في البلد إبان مقتل رئيس وزراء هذا البلد!
حمى الله لبنان فكل طلة لنصر الله أصبحت كابوس، وكل تحرك لحزب لا يتوقع أحد سقفه، شيكات إتفاق الدوحة صُرفت ولم يبق منها ما يكفي للوفاق.
محاولات الغزل بين نصر الله والحريري، وجنبلاط ونصر الله أنتهت منذ مشكل مصر واقتراب الإنتخابات، وانتهاء الانحناء الذي وجه به الملالي إبان الإنتخابات الأمريكية ثم الإسرائيلية.
حاول الرئيس عمل كتلة مستقلة تتراوح بين الفشل، وبين الحجم الذي يذكر ولا يؤثر.
وجليا أن السوريين لا يرحبون بأي شعبية لميشيل سليمان، ويتضح ذلك من خلال الترحاب الكبير بمشيل عون إبان زيارتة لدمشق، وهل يجهل عربي بعد تطلع ميشيل عون لكرسي الرئاسة.
الخلاصة أن المعارضة مستقوية بأسيادها تريد كل البلد إن بالديموقراطية، أو بالعنف والغوغائية، لصالح إيران أولا وسوريا ثانيا ولبنان وغزة أخرا، المعارضة تخشى المحكمة الآن أكثر، حاولت أن تبدو فرحة بخروج الضباط ولكنها بدت مضطربة وتخشى مصيرها.
رحمك الله يا رفيق الحريري، فما زالوا يحاولون هدم ما بنيت..
29 مايو 2009
اترك تعليقاً