ديوانية «أبو الريش»

هل أصبح الراتب يكفي الحاجة أم لا يكفيها؟ الأكيد أنه لم يتغير، وما تغير هو أسعار المنتجات، والطماطم التي كانت تنادى في مصر بأنها «قوطة يا مجنونة»، مارست جنونها في السعودية بامتياز، إذ بلغت الشهر الماضي أعلى سعر لها منذ بداية العام، متجاوزة سعر رمضان، ومحققة زيادة تتجاوز 120 في المئة.

وزارة الصحة ما أخبارها يا ترى؟ وهل سنسمع عن «آيباد» مجدداً للمرضى؟ وحتى بعيداً عن الوزارة وقريباً من وزيرها، ما بال التوائم السيامية التي مثلت حملة علاقات عامة مميزة لم تعد بذات الكثافة، زيادة الأسِرَة وتحسين الخدمات الصحية؟ هل أصابها أي تقدم؟ الموازنة الضخمة المخصصة لوزارة الصحة هل أسهمت في تقليل فترات انتظار المرضى للمواعيد التي كانت وما زالت بالأشهر الطويلة؟

المواضيع كثيرة تلك التي تمر ولا تقف، كانت لا تمر إعلامياً بالمطلق، ثم بفضل من الطائر الأزرق «تويتر» أصبح حرجاً لبعض الإعلام في أن تُطرح بعض القضايا «تويترياً»، ويتم تجاهلها على صفحاتهم، هناك العديد من الوسوم التي نشأت ولقيت سيلاً من التعليقات، لدرجة تستغرب ألا يكون هناك أي رجع صدى، وربما أشهر وسمين في هذا العام هما وسم «الراتب لا يكفي الحاجة»، ووسم «الدعوة لقيادة المرأة» في 26 تشرين الأول (أكتوبر).

بعيداً عن «تويتر» كان لافتاً حديث الدكتور القنبيط مع الأستاذ علي العلياني في برنامج يا هلا، والدكتور القنيبط قضى 12 عاماً في مجلس الشورى، وهو ما يجعل آراءه ذات وجاهة، وهو يذكر أن أكبر علل المجلس هي تجاهل الوزراء للمجلس، وبعيداً عن آلية وصول العضوات والأعضاء للمجلس، وكونها بالتعيين لا بالانتخاب، لكن يبقى الأداء هو الفيصل، وإذا كان الأداء يقيده محدودية الصلاحيات، يتحول المجلس حينها ليكون «ديوانية أبو بشت».

المجالس التي تودي الدور البرلماني، لا يتكامل دورها من دون امتلاكها هيبة لدى الجهات التنفيذية، الوزارة التي لا تعد موازنتها وعينها على البرلمان، ستكتبها كيفما أرادت، ودائماً المعيار لكي ينجح مجلس الشورى أو حتى البرلمان هو «الشفافية» الكاملة، ولا بد من إجبار الجهات التنفيذية على ذلك، لأنها لو تركت كخيار، فالغالب أن الوزراء سيتجاهلون، بل وسينظرون إلى الشورى بنظرة فوقية، وأنه لا يتجاوز كونه «جعجعة بلا طحن».

ويرى البعض أن الخلل في الآلية «التعيين» بدلاً من «الانتخاب»، والحقيقة أن حتى المجالس البلدية في تجربتيها الانتخابيتين التي خضت إحداهما شخصياً لم تكن أفضل بكثير من الشورى، وكان الخلل الأكبر هو الصلاحيات أيضاً، حتى إنك حين تقرأ نظام عمل المجالس البلدية، يهيأ لك أنه نظام سكرتارية الوزارة، مع العديد من الصلاحيات الفضفاضة، ولا يلمس المواطن أي آثر من هذا المجلس أو ذاك.

ولشح النتائج من المجلسين، وعدم شعور المواطن بأن هناك من ينوبون عنه في محاربة الفساد، ومراقبة أداء الأجهزة الحكومية، لما فيه خير الوطن والحفاظ على خيراته، كان المأمول من «تويتر» أن يمثل برلماناً شعبياً، أو على الأقل منبراً ينقل صوت المواطن إلى المسؤول مباشرة، وهذا ما لم يحدث حتى اللحظة إلا في حالات محدودة.

وأصبح «تويتر» ديوانية سواليف، تتناول القضايا بكثافة، ثم ما تلبث أن تنساها تماماً، وبين «ديوانية أبو بشت»، و«ديوانية أبو الريش» سنتحدث ثم سننسى، وربما أنهيا الحديث بأحضان، مع الحرص ألا يتم ذلك في شارع التحلية أو جامعة نورة، لأن «الجمس» الأبيض غير مريح أبداً

 

صحيفة الحياة

http://alhayat.com/OpinionsDetails/575440

الأثنين 25 نوفمبر 2013


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *