جمل جهيمان

 

في الرابع من شهر يوليو الماضي أصدر القيادي في جماعة الإخوان المسلمين د.محمد البلتاجي تصريحا، قال فيه : أنه توشك أن تقع معركة جمل جديدة، تقوم فيه مجزرة لفض إعتصام رابعة العدوية، وذلك بعد يوم واحد من بيان السيسي، وقبيل فض الإعتصام بأكثر من أربعين يوما، وفي توقيت التصريح دعوة للتفكر.

وعاد د.أحمد عارف المتحدث بإسم جماعة الإخوان المسلمين البارحه، ليذكر في تدوينة : (نحن نعيش “موقعة جمل” ليلها طويل و لكن فجرها آت لا محالة، نثق في إسقاط الإنقلاب في أسبوع الرحيل، محافظين على سمات ثورتنا النقية في ٢٥ يناير) ، وللتذكير فالإخوان وبحسب تصريحات قياداتهم هم أخر من إنضم لثورة ٢٥ يناير، وأول من ذهب للتفاوض مع اللواء عمر سليمان حينها.

على الجهة الأخرى نرى أن جماعة الإخوان تهدف دائماً لربط خلافاتها السياسية بشعار ديني، لمعرفتها بأن أغلب الجمهور المصري والعربي لا يقبل بمس المقدسات الدينيه، وأن الشعارات الدينيه تدغدغ المشاعر حتى وإن كان الهدف سياسي محض، كما في شعارهم السابق “الإسلام هو الحل”، والذي تخلوا عنه بعد الثورة وبعد أن أصبح هناك سلفيين وأحزاب أخرى ذات مرجعية دينية.

الإخوان في إعتصاماتهم وممارستهم للعنف، يبحثون عن إستخدام المساجد كدروع دينيه تشابه دروعهم البشريه من النساء والأطفال، إحتموا في مسجد رابعة العدوية ومسجد النور، وفي الإسكندرية عند مسجد القائد إبراهيم، ويقومون برفع المصاحف كما فعل الخوارج، وينهجون أسلوب الدعاء على مخالفيهم كما يفعل المتعاطفين معهم على الشبكات الإجتماعيه في الرد على كل مخالف.

المشاهد التي ظهرت اليوم لمن يطلقون النار من منارة المسجد، والتي حاولوا تسفيه عقول المتابعين بالقول أن من إعتلاها عناصر من الجيش ، وأنهم كانوا يطلقون النار على زملائهم في الجيش والشرطة، كما قالوا سابقا أن المسيحين يحرقون الكنائس ليلصقونها بهم، وأن أقسام الشرطة يحرقها الأمن لنفس الهدف، وفي رمضان الماضي والذي كانوا يخرجون فيه من إعتصام رابعة لشل بعض شوارع مدينة نصر كل مساء، تصدت سياره بها ملثمين لشباب وقتلت واحدا منهم فقط، وهو إبن مساعد رئيس المخابرات الأسبق، وعادوا ليسفهوا العقول ويقولوا أنهم يقتلون أبنائهم، وربما كانوا ينظرون إليهم بعين طبعهم.

وعودة لمشاهدة إطلاق النار من مئذنة مسجد النور، نرى أن ذلك لا يذكرنا أبدا بمعركة الجمل، بل يذكرنا بإحتلال جهيمان للمسجد الحرام قبل بضع وثلاثون عاما، والمختبى في مسجد يعرف حرمة المساجد وحرمة الدماء، فيستغلها ليخلق شعبية دينية لقضيته السياسيه، متناسيا أن الآيه الكريمة تقول: “وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ”

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *