العلاقة بين العهر والسياسة موجودة على عدة مستويات، فهناك عهر سياسي عبر استباحه عرض كل شيء في المجتمع من أجل الأهداف الشخصية، خذ مثال ذلك رد فعل نظام بشار على الضربة الإسرائيلية الأخيرة، ورده : بأنه لن يرد بصواريخ لأنه يرغب تحويل سوريا كلها كدوله مقاومة، وهناك استخدام للعهر من أجل الوصول لأهداف سياسيه، كما أشارت تسيبي ليفني قبل شهور إلى ممارستها للجنس من أجل الحصول على معلومات خدمة لوطنها إسرائيل.
وهناك عهر جديد مغلف بغلاف الزواج، وهو عبر الأخبار الكثيرة عن الزواج من السوريات النازحات، وما يقال حول زواج القاصرات من كبار سن، ومن تحول الموضوع لسوق نخاسه، يتم فيه المتاجرة بأجساد السوريات، فوق الألم والوجع الذي يشعرن به، ويشعر به كل ذو غيره على سوريا، ذلك البلد المستباح، الذي يزيد من ألمه الصمت المرير على نزيف الدماء.
في حقيقة الأمر أنه عبر حروب وكوارث كثيرة حصلت في العالم عامه، وفي عالمنا العربي كان أخرها في العراق، وتم نزوح الكثير من اليتامى والأرامل والأطفال، وهذا ديدن الحروب والكوارث، لأن الرجال فقط من يبقون في أرض المعركة عامه، ولكن اللافت أنه إبان غزو العراق في 2003، لم يتكلم الإعلام الغربي تحديدا عن زواج العراقيات، رغم نزوح الآلاف منهم لدول عدة، منها سوريا ومصر.
وهنا يلفتنا الأمر إلى تعاطي القناة التي طالما عددناها رمزا للحيادية من وجهة نظرنا في العالم العربي، وأنها تقف دائما إلى الحياد من الجميع، آلا وهي هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي )، والتي تناولت زواج السوريات القصر تحديدا بشكل مكثف، مع إيحاءات على شهوانية الخليجيين عامة، والسعوديين على وجه الخصوص، كأنهم ركضوا إلى الأردن للغنم باللاجئين من الطفلات السوريات.
ولأن من يحاول أن يسقط النظام الفاشي في سوريا هم الخليجيون ، والسعودية وقطر بشكل أكبر، فقد سعت البي بي سي إلى عرض موضوع الزواج من السوريات بصورة مشوهه للخليجيين، ترسل رساله مبطنه عبر تكثيف عرض الصور على الشاشة، موحية للمشاهد بأن الخليجيين يدعمون سقوط بشار للغنيمة بنساء سوريا، وهو ما يعتبر ذريعة مبطنه للحكومة البريطانية أمام شعبها عن تلكئها وجميع القوى الأوروبية عن نصرة المبادئ الإنسانية التي صدعونا بها، وواقع الأمر أن الفرق بين 2003 و2013 أن بوش الأرعن ليس هناك ليأمر البريطانيين بمشاركته في المعركة.
البي بي سي ومنذ عامين تفرد مساحه لأزمة البحرين في قناتها العربية، توحي للمشاهد أن نصف أزمات العالم العربي تحدث في البحرين، وتلك المساحة تقل في أحيان كثيرة عن الممنوحة لسوريا أو مصر، وحين سأل صديق سبق أن عمل في المركز الرئيسي للإذاعة في لندن: هل تبثون الأخبار بطريقة حيادية ؟ أجابوه : نحن نبث الأخبار كما نراها من لندن !
بوابة الأنباء
http://www.anbagate.com/content/13984
13 مايو 2013
اترك تعليقاً