فرق بين أن تسكن سفينه الوطن وتهم بإصلاح الثقوب، وتبدأ في الثقب الذي يوجد في جدار السفينة المحاذي لك، حتى لا يلومك من حولك حين تهم بالنصيحة، وفرق بين أن تقف على طرف السفينة، منتظرا أن تصل الموجه فتركبها، ثم تغرق السفينة فتكون من أسياد ركام السفينة، ولكن ويحه دوار البحر دائم يصيب الذهن بخلل في تقدير واقع البحر.
لا يوجد مجتمع كامل، فأفلاطون تخيلاته عن المدينة الفاضلة، أضحت قصه تُروى، لا واقع يصدق، ولا توجد سفينه يصلحها قراصنة من الخارج، إلا إذا أرادوا سرقتها وجرها على شواطئ الصومال، من ثم سرقة نفطها وإختطاف طاقمها كرهائن.
هناك أحيانا خلل في مسار السفينة، يدفعنا للحديث مع الطاقم وتوجيههم للمسار الصحيح، ويجب أيضاً أن لا نكتفي بالسكنى على طرفي المركب، إما كإخوان يتصيدون ويدسون السم في العسل، أو كليبروجاميه ينتفضون دفاعا عن الطاقم أيما كان وضع السفينة.
حين أتت تلك الرياح الملغومة شمالا والمتسمه بقبل الأنوف جنوبا، والملتبسه شرقا سميت إستباقا ربيعا عربيا، ولم يفلح أحسن منتقديها حين ذموها أكثر من تغيير الفصل مناخيا، وبعدما حملت لنا تلك الرياح العبقه تلتها ريح أسماك نافقه، حملتها نفس الموجه، أدركنا بعد أن زال عبق الأنفاس الأولى للربيع ، أن الموجه تهدم ولكن لا تبني بديلا.
وأدركنا أن الصياح إبتداء للمطالبة بحقوق عاملي السفينة المتعرضين للإجحاف، هو ليس بالضرورة حق كله، فبالإضافة إلى خلط الحقوق بين المظلومين والمجرمين، تبين أن المطالبة بالحقوق ليس أمرا نزيها بالمطلق، فقد يكون الهدف الحقيقي دعوة الرفاق لتوسيع شقوق السفينة، لضمان غرقها متى ما وصلت الموجة، مهما كان الصواب موجودا في أغلب توجهات السفينة.
وبالنتيجة فليس كل من دافع عن حق يبغي الحقيقة، وأصبح ربط القول بقائله ضرورة، فشخص يحكي عن ثقوب السفينة وخلل مسارها، بسجل ناصع كما علمائنا الأوائل، ليس لعمري كمن يعيب الثقوب ليعظمها، ويجعلها مدعاة للغرق متى وصلت الموجة لا قدر الله، ولا شك أن السفينة برجالها ستعبر، بل ستهدم جبل المقطم إن إعترض طريقها.
ختاما، صديقك من صادق على قوله بفعله، لا من تقلب قوله حسب ما ترشد الموجه.
جريدة الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2013/03/20/article_741040.html
20 مارس 2013
اترك تعليقاً