شهد عقد الثمانينات الميلادية في السعودية تحديدا ، تحريما كاملا لكل ما فيه لفظ عيد، والآن بعد مسافه كافيه من تلك المرحله، يتبين أن الموضوع يتجاوز الديني، إلى مرحلة أولويات من صاغوا المناهج، ومن تصدروا المنابر في تلك المرحله، وهم في الغالب الأعم من جماعة الإخوان المسلمين، الذين سقطت أقنعتهم مؤخرا، والذين حاربوا فكرة الوطنية عبر إعادة ترتيب أولويات المواطن، فيكون المسلم المتلزم بنهجه في أفغانستان، أقرب له من إبن وطنه الذي يختلف معه.
وسبق تلك المرحله محاولة أخرى لتقويض مفهوم الوطن، ولكنها كانت من القوميين العرب، ومن مختلف الديكتاتوريين في وطننا العربي أيضا، بعض من ذلك تزعمه عبدالناصر وحاول تطبيقه عبر الاتحاد مع سوريا لعامين، ثم محاولة إغتصاب اليمن، ومارسه حكام آخرون من شاكلة صدام حسين وبشار الأسد، الذين أصموا الأنام بالحديث عن فلسطين وجعلها قميص عثمان الذي يسمح لهم بالظلم والتعامل الأمني العنيف، بالإضافة لتأخر التنميه.
مع التسعينات الميلاديه أضيفت مادة التربية الوطنيه للمناهج الدراسيه وبالتدريج، وبالطبع لم يكن فيها أي محتوى ينتمى للوطنيه، وكانت مواضيع إجتماعية عامة، ومع بداية هذا العقد أضيف لمهرجان الجنادرية الأوبريتات الغنائية، بعد أن كان المهرجان يقام بدون أوبريت منذ دورته الأولى في العام 1405.
تقريبا لا يوجد بلد على وجه البسيطة لا يحتفل باليوم الوطني، اليوم الذي يمثل يوم إستقلال من إستعمار، أو توحد بعد تشرذم، أو تاريخ معركة إنتصار للوطن ،يحتفل فيه المواطنين ويظهرون حبهم لوطنهم، فيغنون ويتفاخرون بأوطانهم ويباهون بها العالم.
وخلال الأسابيع الماضيه إحتفلت بعض الدول الخليجيه بعيدها الوطني، وتفننوا في إبراز محبة وطنهم، ففي الإمارات كان هناك شعار “علم على كل بيت”، وفي الدوحه كان هناك احتفال بهيج على الكورنيش، يحاكي إحتفالات باريس بعيدها الوطني، الذي يقام كل عام في 14 من يوليو، فتوضع الكراسي على جنبات شارع الشانزليزيه، وتكون هناك مسيرات الخيول والرقصات الشعبيه.
و بعيدا عن الشكليات في قضية الإحتفال، أو وجود ممارسات خاطئة قد تحدث من شباب هنا أو هناك،وكذلك بعيدا عن الإصطلاح عبر تسميته يوما وطنيا أو عيدا وطنيا، لابد أن ندرك بعد مسافة زمنيه من العصور التي أراد فيها البعض الإنتماء لشئ آخر غير الوطن، وجعلوا الإعتراض على ذلك في حكم الطعن في المقدس، بأن إعتراضهم لم يكن دينا أو عروبه بل هو تطبيق لأجندات خارجيه، سواء عرفوا ذلك أو لم يعرفوا.
من كان وطنه هو الأولويه بالنسبه له ،وأراد أن يحتفل بوطنه فهذا حقه، و من حقنا أن نفرح ونفخر بوطنيتنا ووطننا، و الداء الذي تخلص منه أشقائنا الخليجين، يجب أن نكون أجرا في التخلص منه، ولا يجب أن نفرح بخجل، كما كانوا يخوفوننا من الفرح، نريد أن ننظر لعلمنا ونحييه بكبرياء، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.
بوابة الأنباء
السبت 1 يناير 2013
اترك تعليقاً