تاريخيا كان المجتمع السعودي مجتمعا مغلقا لطبيعته أولا ولطبيعة محدودية وسائل الإعلام وسبل المعرفه، وهذا ترك مجالا كبيرا للخرافه،حيث كان المصدر الرئيسي للإعلام هو الإخبار، فيأتيك التجار بعد رحلات الهند والشام، ليحكي بكثير من المبالغة عن الحسناوات، وعن جمال الطبيعه وعظم التطور، ثم يأتيك من يوحي لك بأن الغرب بلاد ليس فيها إلا مفاسد، وأنك في صالة الوصول ستجد من يقدم لك طبق خنزير، قبل أن يأخذوك لجوله في شاطئ عراه، حتى وإن كان من حرموا السفر حينها، نعرف عن سفرهم مؤخرا عبر منعهم من السفر.
مع التسعينات الميلاديه، حصلت ثورة تكنولوجيه كبيرة، عبر الفضائيات والإنترنت ووسائل الإتصالات، جعلت المعلومه أسرع وأوسع إنتشارا، فلم تعد الحاجه موجودة لكتب مهربه من القاهرة، ولا لمجلات تحتاج شهور لتصلنا من بيروت، مع مرور الزمن وتطور التقنيات، أصبح العالم بالفعل قرية واحدة، وأصبح المرء يعرف بمرض رئيس فنزويلا وبفيضانات أستراليا حال حدوثهما.
وعادة ينشغل السياسي بمعرفة إهتمامات المواطنين لأن شرعيته تأتي من تماهيه مع مطالبهم وسعيه لتحقيقها، وتأتي مهنية الإعلامي من كونه صوت المواطن، في التعبير عن مطالبات ومظلمات المواطنين، العبارات السابقه لا علاقة لها بواقع مجتمعنا السعودي، ليس فقط لأن بعض السياسين والإعلاميين لسيوا كما ذكرت، ولكن لأن الإهتمام بالمواطنين هو أمر شعبي في المملكه العربيه السعودية.
ولأن السيد خصوصيتنا يأبى أن نكون كغيرنا من الأمم، فقد مدد لصديقه مستر قفيط على طريقة الديناصورات الوزاريه، وأبى عليه أن يتقاعد، رغم أننا في عصر تويتر الذي يشارك فيه الناس معلوماتهم بمحض إرادتهم، فالبنات مشكورات يخبروننا عندما يأكلون، وعندما تعطس أخواتهم أو تتشقلب قطتهم، والشباب يشاركوننا أخبار سفرياتهم وصورهم مع المشاهير من معالم وأشخاص، وطلعاتهم البريه الميمونه.
ولكن مستر قفيط وتحليلا لراتبه ومن باب الأمانه في تأدية العمل، ظل يقوم بعمله في تويتر بصورة حثيثة، ينشر العديد من البيض، ومن النساء أصحاب صور
الورود، وتسميات من شاكله المنكسره والحساسه، ورجال بصور خيول وجبال، وأسماء من شاكلة أبوعلي وأبوفهد على شاكلة المكاتب العقارية، وبعيدا عن شكل الحضور التقفيطي في تويتر، الأداء التقفيطي أصبح واضحا عبر نموذجين.
النموذج الأول متابعة الناس المختلف معهم منهجيا، فقط بغيه الرد والتجريج وعادة ما يترافق مع قلة الأدب، ولكن النوع المميز والذي حظي برعاية السيد خصوصيتنا، كان موجودا تحت طاقية الإخفاء، عبر أناس يحفظون كل صورة تضعها، وكل تغريده تكتبها تبقى في ذاكرتهم، بل إنهم قد يستطيعون أن يكونوا أفضل وأميز منك في كتابة سيرتك الذاتيه، ويبقى شعارهم دائما “التقفيط كنز لا يفنى”.
اترك تعليقاً