أفاقت الرياض يوم الخميس أول أيام شهر نوفمبر 2012 على فاجعة انفجار شاحنة الغاز الذي حدث في السابعه والثلث صباحا، على تقاطع طريق خريص مع طريق الشيخ جابر، وقد أدى لعدد كبير من الوفيات والجرحى.
وكان تويتر أسرع مصادر المعلومة، حيث أشار مستخدمون للحادثه، ثم نشروا صورا لتعاون كثير من الشباب السعودي الرائع مع رجال الدفاع المدني، مرورا بالدعوة للتبرع بالدم للمصابين خصوصا في مستشفى الحرس الوطني، الذي يبعد كيلين عن موقع الحادث.
الجدل تجدد بين الإعلام القديم والإعلام الجديد، وشن المغردون حملات النقد للإعلام لا سيما التلفزة السعودية بقنواتها المتعددة، خصوصا تباطوئها عن نقل الحدث، وبعيدا عن جدلية قضاء الإعلام الجديد على بقايا الإعلام القديم، دعونا نتكلم عن الموضوع بطريقة تخرج عن التقليدية المعتادة، وبعيدا عن الشعارات الرنانة.
يظل الإعلام التقليدي لا سيما الرسمي يضطر لشروط قد لا يتقبلها جمهور الإعلام الجديد، ففي تويتر يمكنك تصوير أي مشهد عبر جوالك ببساطه، وبثه وصنع خبر قد يكون جالب إهتمام من الجماهير، بينما الإعلام التقليدي يحتاج لموافقات ربما تستلزم بعض الوقت، ولكن المؤسسات الإعلاميه التقليدية من صحف وتلفاز يظل معيار المصداقية لازما لأخبارها، ويحملها ذلك كلفة التحقق، لأن خبر غير صحيح قد يأخذ مصداقيتها لمنصة التصفيه.
أنا لا أرى أن هناك إعلام قديم وجديد، إعلام المؤسسات واحد، فالصحيفه كانت تقرأ كنسخه ورقيه، وأصبحت تقرأها من الموقع، والبعض يتابع أخبار الصحف عبر رسائل نصيه، وآخرين يتابعون أخبار الصحف عبر تويتر أو تطبيق الهواتف الذكية للجريدة، في خبر الصحيفه عبر كل الوسائل السابقه، نحن نقرأ الخبر من نفس المصادر، وتصيغه لنا نفس إدارة التحرير، ويستقى من نفس وكالات الأنباء.
الفارق الرئيسي بين الإعلام القديم والجديد، في حادثه إنفجار شاحنة الغاز، هو الفرق بين إعلام المؤسسه وإعلام الفرد، فقد أصبح كل شخص مراسل، فهو يصور الحادث ويصيغ الخبر ويرسله، وبالتالي هو أسرع من المؤسسه، وهذا ما يحسب للإعلام الجديد.
وعلى جانب آخر لو قدم الخبر شخص وأخطأ في المعلومه، مثل بعض المستخدمين على تويتر الذين فسروا الإنفجار بتوقعات كسقوط طائرة، دون ان يتحققوا من المعلومه، لن يبالوا كثيرا لو فقدوا المصداقيه، وذلك لعدم وجود قارئ يتنافسون عليه ويهمهم ولائه، ولا معلن لا يجازف بإعلانات منتجه في أي مكان، وتظل أفتنا دائما هي التعميم.
اترك تعليقاً