عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتفجيرات برجي التجارة في نيويورك في العام 2001، خرج الشعب الأمريكي مصدوماً ومتسائلاً: لماذا يكرهوننا ..؟؟

وإذا عدنا لأصل التساؤل فإن الأمريكي صور له إعلامه أناس أتوا من أقصى الأرض ليقتلوه، في بلده وبدوافع الكراهية والعدوانية. إن الإعلام الأمريكي الذي يُحسن صناعه البطل ثم تحويله إلى شيطان، لم يسبق أن أظهّـر هذا الإعلام أي إشارة لعلاقة أمريكا بتسليح وتمويل الحركات الجهادية في أفغانستان ابتداءاً.

وفي الذكرى الحادية عشر لأحداث سبتمبر خرج فيلم قذر تشمئز منه كل النفوس السويه، حتى من غير المسلمين، فيلم يسئ لنبي الرحمه محمد صلى الله عليه وسلم، يُعتقد أن منتجه قبطي مصري مُقيم في كاليفورنيا يُدعى نيكولا باسيلي 55 سنه.

وقد ذكرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجيه الأمريكيه بعد إعتذارها الدبلوماسي عن الفيلم الذي أساء لجموع المسلمين، أن محاكمه منتج الفيلم قد تبدو غير واردة، لأن الدستور الأمريكي بعد التعديل الأول شدد على حريه الرأي والتعبير، وفي الجانب الآخر نجد أن هذا الدستور يُجرم من ينكر محرقه الهولوكوست، بل أن من لديه تعاطف مع الفكر النازي يُحظر منحه تأشيرة لدخول الولايات المتحده، ولا يكون لديه حينها حق حرية الرأي… والشواهد كثيرة حول التضييق على أكادميين وإعلاميين أمريكيين، سبق وأن أتخذت إجراءات أو مواقف ضدهم فقط بسبب إنتقادهم لسياسات إسرائيل.

خرج الإعلام ليُظهّر القبض على منتج الفيلم وإحتجازه لمدة ثلاثين دقيقه فقط، للتحقق من عدم مخالفته لشروط الإفراج عنه عن حكم مـدته 21 شهر سبق أن صدر بحقه في 2010، بتهمه الإحتيال المصرفي، وسيكون هناك ما يُدين ذلك المنتج، إذا ثبت إستخدماته لليوتيوب، لأن إحدى شروط الإفراج عنه كانت تحظر عليه إستخدام الحاسوب.

الممثلين أيضاً خرجوا في محاولة لإقناع العرب والمسلمين بأنهم جميعاً قـد خُدعوا، وبأن المنتج غُـرر بهم ولم يُشر أبداً إلى أن الفيلم يُسئ للنبي محمد (ص)، بل خرجت إحداهن على قناة إم بي سي، لتؤكد بأنها خُـدعت وأن الدبلجه غيرت مضمون النص المتفق عليه “السكربت”، وقد كانت تبكي خلال حديثها عن الموضوع، ولا أدري إن كان ذلك البكاء بسبب ما تعرضت له من خداع، أم أنه يُشير إلى مهارتها في مجال التمثيل..!!

إعتذار الممثلين وتبريرهم لجهلهم بفحوى الفيلم مفهوم، فهم بالتأكيد رأوا مظاهرات السفارات ومهاجمتها في أكثر من عاصمة عربية، ووصل الأمر لمقتل السفير الأمريكي في ليبيا، ولا بد أن هذه المشاهد سببت لهم الرعب من أن يغتالوا..

وعملياً فهم بين أن يقوموا برفع دعاوى قضائية يتهمون فيها المنتج بأنه غرر بهم كما زعموا، وإن لم يفعلوا فإن هذا يضعهم في دائرة الشك بأنهم قد أشتـركوا في هذا الفيلم وهم مُدركين لكامل محتواه، وإن ما طرحوه من تبريرات وما ذرفته تلك الممثلة من دموع، ليست سوى دليل بأن عقودهم قد أشتملت على شرط واضح يمنعهم من محاكمه المنتج، وتأكيداً بأن ذلك الأعتذار ما كان ليصدُّر إلا خوفاً على حياتهم.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *