من تقاليد رمضان إنطلاق المدفع إيذانا لدخول وقت الإفطار، وبالأمس حال دخول وقت الإفطار في مصر، كانت طلقات الشر تتجه لصدور جنود الجيش المصري المرابطين على الحدود المصرية الإسرائيلية، مما أردا أكثر من 15 عنصرا أمنيا مصريا، وتلا ذلك خطف المسلحين -الذين سماهم التلفزيون المصري جهاديين- لدبابتين مصريتين، وأقتحما الحدود الإسرائيليه، ففجرا واحده وقصفت طائرة إسرائيليه الأخرى.
وفي السادس من مايو السابق صرحت جماعات جهاديه مصريه بوجوب قتل عناصر الشرطه والجيش، وقد تم قتل جنديين بالفعل بعد ذلك بحوالي شهر، على الطرف الآخر شجبت بشدة حركة حماس العمليه بشدة، وبالطبع فحركة حماس الإخوانية هي في أخر توقيت تتمنى أن تتوتر الحدود فيها، لا سيما وقد رجعوا للتو من مصر التي يرأسها رئيس إخواني، كان في إستقبال قيادات حماس قبل أيام و وعد الرئيس مرسي بتقديم كل الدعم لقطاع غزة.
مصر التي إنتهت للتو من تشكيل أول حكومه في عهد الرئيس مرسي، بكل التحديات المجتمعيه التي شهدها الشهرين الأولين من حكم الرئيس مرسي، فمشاكل إنقطاع الماء والكهرباء عمت مناطق عديدة وبوتيرة متزايدة، ناهيك عن العجز الكبير في الموازنه العامه، بالإضافه إلى إستمرار المظاهرات الفئوية، والإنفلات الأمني في بعض المناطق، كان قدر مصر رغم كل تلك المشاكل الداخليه أن تأتيها ضربه خارجيه موجعه.
وإذا عدنا إلى الزيارتين الأخيريتين لوزير الدفاع ووزيرة الخارجية الأمريكيه، فنجد أن كليهما ألمحا بأن سيناء لم تعد منطقة أمنه، وأعربت كلينتون صراحه عن وجود لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء، وهو ما نفاه محافظ شمال سيناء لاحقا، وحذرت كليتون من أن تتحول سيناء والحدود الإسرائيليه لمنطقة تدريب وعمليات للجهاديين، ولضعف أمن سيناء دلائل كثيرة في الشهر الماضي على سبيل المثال، من خطف سياح أمريكيين، وهجوم على سجن العريش ونقط شرطه هناك، إلى تفجير خط أنابيب الغاز للمرة الخامسه عشر منذ الثورة.
لو بحثنا عن المستفيد من هذه الأحداث ، سنجد أول الإحتمالات إسرائيل، التي ترسخ للعالم بتكرار أحداث شبيهه أن مصر بعد الثورة لم تعد مسيطرة على سيناء، وأن سيناء لم تعد منطقة أمنه، مما قد يعطي مطالبها بقوات دوليه مشتركه بعض الحجه، لا شك أن دعم مصر لغزة الذي وصل لفتح المعابر تماما، أمر أقلق إسرائيل، وقد كانت أولى نتائج العمليه إغلاق المعبر لأجل غير مسمى، وإن كانت ملامح العمليه لا تبدو ذات أنامل إسرائيليه.
وهناك إحتمال أن هناك بالفعل جهاديين وتواجد للقاعدة ربما، حيث أشارت بعض التقارير إلى سيطرة تنظيم القاعدة على حوالي 20% من مساحه سيناء،أضف إلى ذلك عناصر فلسطينيه جهاديه تنتقل لسيناء عبر الأنفاق، وأشارت لها بعض شهود العيان عن مشاركتها في العمليه الأخيره، فهناك العديد من الفصائل الإسلاميه المتضاربه المصالح، والتي تحاول إستغلال وهن الأمن بعد الثورة، وإنشغال الجيش بتأمين المدن الكبرى.
ما يحدث في مصر من قصد لتوتير العلاقات المصرية الإسرائيليه، وإستهداف لهيبة الأمن المصري، مرتبط كذلك بواقع إقليمي، يضاف إلى إعتداءات على رجال أمن سعوديين في القطيف، عبر عناصر محسوبه على إيران، وإستمرار الإستفزازات لرجال الأمن السعوديين، والحدثين مرتبطين بتشتيت الأنظار عن سوريا، حيث أثخن بشار في القتل خلال اليومين الماضيين، مما منحه قدرة إستعادة كامل دمشق، وربما لو خف الضغط قليلا على بشار من الرأي العام العالمي، فسنجده يستعيد كامل حلب، عبر مضاعفه الوحشيه والتدمير.
اترك تعليقاً