أحد أكبر الاختلافات بين (تويتر) وبقية الشبكات الاجتماعية كـ(فيس بوك) وخلافه، أن ما تكتبه في (تويتر) أو ما تضعه من صور أو مقاطع يطلع عليها الجميع، ويمكن الوصول إليها حتى لو مسحتها لاحقاً، ما عدا طبعاً إذا جعلت حسابك مقفلاً، وهو أمر نادراً ما يقوم به أحد.
وبطبيعة الحال فإن المستخدمين في (تويتر) هم في حالة متطرفة من مشاركة الآخرين معلومات تخصهم من عدمه؛ فثلثا المستخدمين تقريباً لديهم حسابات شبه مصمتة، تقريباً لم يصدر عنهم أي تغريدة؛ فهمهم لـ(تويتر) أنه صحيفة إلكترونية يقرؤون فيها لمجموعة كتاب.
بالطبع هناك عدد كبير من الكتاب المتخصصين، الذين تعرف بوضوح المادة التي تجدها حين تتابعهم؛ فهم شخصيات دينية أو رياضية أو سياسية، تجد عندهم التحليل والشرح والمعلومات عن تخصصهم، ويكونون مقلين عادة في مشاركة الأمور الشخصية.
هناك، على طرف النقيض، فتيات وشباب يعتبرون (تويتر) بمثابة تلفزيون الواقع، يغردون على (تويتر) بكل حدث أسري، بمتابعتهم تعرف: عادة نظامهم الغذائي، الحيوانات الأليفة في المنزل، مسار تحركهم اليومي، بل والخلافات الأسرية السمجة!
بالطبع إذا عدنا إلى بعض التقنيات الموجودة في الغرب لتحليل شخصية مستخدمي (تويتر)، وهي تقنيات موجودة حتى الآن للمغردين بالإنجليزية فقط؛ فسنجد أن لها نتائج مرعبة في تحليل الشخصيات، حتى تلك التي لا تغرد بمعلومات شخصية؛ فالتقنيات: تحلل نوع المفردات المستخدمة في التغريد، تحلل وقت وكثافة التغريد، تحلل نسب حظرك لمستخدمين وحظر مستخدمين لك، وكذلك متى تجاوبك مع ردود متابعيك.
إذا أضفنا إلى تقنيات تحليل الشخصية، كمية المعلومات التي تشاركها بنفسك مع متابعيك، والذين بالطبع لا تعرفهم جميعاً، ندرك أننا نقدم ملفاً متكاملاً عن حياتنا لمَن لا نعرف، كما لو كنا نشاهد في (تويتر) كاميرا لأحد برامج تلفزيون الواقع، وهو ما قد يمثل خطراً على البعض، لا سمح الله.
05 يوليو 2012
اترك تعليقاً