قناع تويتر

حين بدأ المستخدمون باستخدام المنتديات ومواقع الدردشة، كأن أكثر الأمور جاذبية للمستخدمين هو الحديث من وراء ستار، فإخفاء الهوية كان دافعاً للراحة وللحديث بطبيعية، بل وسمح للكثيرين أن يكونوا الشخصيات التي يتمنونها، ويقوم بالتصرفات التي لا يستطيعونها في الواقع، من سب أو شتم، ويتعاملون كذلك بجرأة مع أفكارهم، منحتهم إياها لوحة المفاتيح، رغم أنهم صامتون في الواقع.

حين ظهرت الشبكات الاجتماعية خصوصاً تويتر، وما رافق ذلك في منطقتنا من مواكبة شخصيات معروفة، إعلامية ودينية ورياضية وخلافه، وخلال العامين المنصرمين بالذات، اللذين شهدا الإقبال الكبير على تويتر، تبعاً للربيع العربي وسخونة الأحداث، رغم أن تويتر دشن في مارس 2006م.

بعد فترة بدأ يتغير أسلوب الكثيرين على تويتر، فكثير ممن بدأ بالصورة الافتراضية “البيضة”، سارع لتغييرها بعد فترة، ومن كتب اسماً افتراضياً، عاد ليتعامل بهويته الحقيقية، ويعود هذا بشكل رئيسي إلى عدم تجاوب الشخصيات التي تضع اسمها وصورتها الحقيقيين، مع المستخدمين غير المعروفين.

وتشير دراسات إلى أن المستخدمين ذوي الهويات الحقيقية زادوا من 18% من مستخدمي الموقع، إلى أكثر من 65% من المستخدمين، وأن الناس تنحو التخاطب مع شخصيات معروفة لديهم، وميلاً إلى النقاش الظاهر للجميع.

الواقع يشير إلى أن الظهور باسم وصورة حقيقيين على تويتر، لم يكن دلالة كافية على أن الهوية حقيقية بالمطلق، فأنت ترى الشخص وتعرف اسمه وربما بعض المعلومات عن دراسته أو عمله من البايو، ولكنه في تويتر ليس الشخص الذي تراه في الواقع، فقد تجده يصدح بحقوق المرأة على تويتر، ولا يراعي شيئاً من حقوق زوجته في الواقع، وقس على ذلك الكثير.
شيء من ذلك هو عودة إلى المربع الأول، فنحن سمحنا لأنفسنا أن نكون على طبيعتنا حين كانت هويتنا مبهمة، أما حين نقابل العامة بهويتنا الحقيقية فيجب أن نكون مثاليين، لا كما نكون في منازلنا ومع أصدقائنا المقربين، وجزء كبير من ذلك حساسيتنا من النقد، حين نصرح بالأفكار التي نؤمن بها.

وما دمنا اخترنا أن نكون كذلك، إذن يجب أن نراعي حين ندخل تويتر، أن ندخل اسم المستخدم ثم الرقم السري، ونرتدي قناع المثالية، ثم نبدأ بالتغريد، إن كان يستحق حينها أن يسمى تغريداً.

 

29 يونيو 2012


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *