منذ قيام الثورات العربيه ، وتحديد ماهية النخبة محل جدل في الإعلام ووسائل الإتصال الحديثه، وفي مصر مثالا تم تهميش جميع من التزموا بمواقفهم قبل الثورة ولم يقبلوا بالقفز على الثورة، أو بالتحول الفجائي من ضد إلى مع، وبالطبع كل من عارض الثورة أيا كانت قيمته الفكريه والثقافيه، في ممارسه تجاريه بحته.
وقد كانت النخبه وهي في غالبها إما يساريه أو ليبراليه، أو تدعي أحدهما ، تزعم أن لها الرأي السديد والتحليل المنطقي للأحداث، ولا يكتمل وصف النخبه لمجموعة مثقفين وسياسيين وإعلاميين ، دون وجود أثر واضح في تشكيل الرأي العام.
وفي مارس 2011 حين ذهب المصريون للإستفتاء على الإعلان الدستوري المقترح من المجلس العسكري، وعبر لجنة التعديلات الدستوريه ، قام غالبية من إدعوا بممارستهم أنهم النخبه، ومنهم خمسة مرشحون للرئاسة حينها، بالنصح بالتصويت بـ “لا” في الإستفتاء على التعديلات، وقد فاجأ الجمع أن نسبة التصويت بالـ “لا” لم تحقق ربع الأصوات، أي أن هذة النخبه المفترضه لم تقنع حتى ربع المصريين، وحصول “نعم” على حوالي 77% من الأصوات.
وخلال ما يربو عن عام من سقوط النظام السابق في مصر، وتحديدا بعد تنحي مبارك في 11 فبراير 2011، كان لا صوت يعلو على صوت الثوار، وأعتقد الجميع حينها أن رئيس مصر القادم سيكون بالضرورة من الثوار أو المتعاطفين مع الثورة بدرجة كبيرة.
وحين نعود بالذاكرة لثورة 25 يناير فقد أرجع المحللون أحد أهم أسباب نجاحها، وأسباب الفشل الأمني في قمعها عائد إلى أن من قام بها لم يكونوا الطبقات المطحونة إقتصاديا، وهي الفئات المرشحه للتظاهر، حسب توقعات وتحليلات الأجهزة الأمنية ، بل كانوا في غالبهم من أبناء الطبقات الوسطى، تحركوا عبر شبكات التواصل الإجتماعيه عبر ذكرى خالد سعيد ، بالإضافة إلى بعض الحركات المدربة على التظاهر كحركة 6 أبريل.
وإذا كتبت اليوم على محرك البحث قوقل : النخب السياسية في مصر، فتسجد كل النتائج تتحدث عن فشل النخب السياسيه المصرية في إيصال مرشحها للرئاسة لمرحلة الإعادة، وهو واقع صحيح يدفعنا لإعادة التفكير في مدى واقعية إطلاق وصف النخب على النخب السياسية القائمة حاليا، أخذا بالإعتبار ضعف تأثيرها في الرأي العام، حتى حين حاولت هذة النخب إستخدام التويتر والفيس بوك وسائل الثورة الأولى إعلاميا، وقد إختار جلها إما حمدين صباحي أو عبدالمنعم أبوالفتوح لرئاسة مصر.
في مصر حوالي نصف الشعب يقبع تحت خط الفقر، وبالتالي أولوياته تختلف عن أولويات النخبه الحاليه زعما أو حتى الثوار الميسورين، الشعب المصري شعب مسالم بطبيعته ، يقفز على سلم أولوياته الوضع الإقتصادي الذي يؤثر فيه المال السياسي بشكل كبير، والأمان خصوصا مع التدهور الأمني خلال فترات بعد الثورة، وصلت أحيانا لتشكيل الناس للجان شعبيه وحماية نفسها بنفسها.
هذا يدفعنا لتقييم النخب السياسيه الحاليه، ومدى تعبيرها عن رجل الشارع في مصر، وهو ليس تحيزا للرجال، فقد وصل التصويت في بعض المناطق كشمال سيناء، لمشاركة المرأه بنسبه بلغت ضعف الرجل، وذلك في المرحله الأولى من الإنتخابات الرئاسيه.
اترك تعليقاً