جودة التنظيم ودقة التنسيق للأحداث والمؤتمرات التي تقام في دبي أصبح من نافلة القول، فقد نجحت هذه المدينة الخليجية في تجاوز كل الأزمة المالية التي تعرضت لها، كما أنها وضعت لنفسها موطأ قدم بين أهم المدن المفضلة لإستضافة المعارض والمؤتمرات.
ولكن منتدى الإعلام العربي في دورته الحاديه عشره، والذي استضافته دبي في الأسبوع المنصرم وعنونت له “الإعلام العربي : الانكشاف والتحول”،كان إضافة لرصيد إنجازات دبي، وكان له أسباب لنجاحه تضاف لجودة التنظيم، وقد كان من أهم العوامل هو القدرة على جميع عدد كبير من القامات الإعلامية معا، وكان الحضور مميزين كما وكيفا أيضا، وتوج ذلك بأن كان العالم د.فاروق الباز ضيف الشرف للمنتدى.
المنتدى وفي دورته 11 والتي عنيت بمتابعة عام 2011 المثقل بالأحداث ،أختار لأجندته مواضيع هي شاغلة الناس ، وفي رأيي هذا هو السبب الرئيسي لنجاح المنتدى، فالمنتدى قد ناقش الثورات العربية ، ومن أكثر من زاوية فقد تطرق للإعلام العربي وصدمة التغيير، وجدليات المسميات كالربيع العربي وخلافه، كما كان المنتدى جريئا في مناقشة إعادة رسم خريطة النخب عقب الثورات العربيه، وبالتالي دور الإعلام في نصرة الشعوب الثائرة من خذلانها، دون إغفال المتحولون.
ولا يمكن الحديث عن 2011 والثورات العربية ، دون الحديث عن الشبكات الإجتماعيه، ودور فيس بوك في مصر بالذات، ومدى التأثير الذي تسبب به تويتر ، وكان من الجميل أيضا أن المتحدثين في هذه الندوات كان من الشباب الناشط على الشبكات الإجتماعيه ، لا ممن يستخدمون شبكات التواصل الإجتماعيه، بإتجاه واحد، تطرق النقاش أيضا للتراجع الحاصل للإعلام التقليدي، ومدى فعالية الرقابة الذاتيه في الإعلام الجديد.
من اللافت أيضا في أجندة المنتدى أنها لم تتوقف عند مسببات الثورات، ومتابعة الإعلام لها ، بل رصدت ظاهرتين مهمتين تلت الثورات ، وهما موضوعان شديدا الإرتباط بالإعلام، الأول هو رصد لبرامج المحاورة، وهل هو إعلام حر أم مصارعة حره،وهل أحيانا صراع الديكه يسوق للبرنامج أكثر من المحتوى الجيد؟ ،كما ناقش أيضا مدى دموية بعض المشاهد التي أصبحت تعرض بشكل متواتر.
الموضوع الثاني الذي تطرق له المنتدى كأحد الآثار الإعلامية التي تلت الثورات،هو الخطاب الديني المؤدلج في الإعلام، وإستخدام الدين في السياسة، وهو موضوع متلازم بالثورات العربية في 2011، لا سيما والبديل للأنظمة السابقة هو في الغالب حركات إسلاميه، لم تخرج الدين من خطاب السياسة.
ختاما، أبارك لكل المنظمين النجاح في المنتدى بالحضور والتنظيمات والمواضيع، وأنصح كل مهتم بالإعلام لم يتسنى له الحضور بمشاهدة الندوات والتي حضت جميعا بحضور نجوم إعلاميه، ولا ننسى أن نبارك للدكتورة بدرية البشر حصولها على جائزة العمود الصحفي من منتدى الإعلام العربي .
اترك تعليقاً