قضينا عقد من الزمان من عام ١٩٩٠ حتى ٢٠٠٠ لنستوعب الدش والبيجر ثم الجوال، فثورة الويندوز، ثم الكمبيوتر اللوحي “اللاب توب”، وبالتالي الغوص في بحر الشبكه العنكبوتيه “الانترنت”، كانت صادمه للمجتمع، الذي إعتاد خروج الجريدة صباحا ليرقب الأخبار، أو نشرة التاسعة ليعرف المستجدات.
وفي أخر خمس سنوات وتحديدا من عام ٢٠٠٧، خرج علينا الايفون، ليغير مفهوم الجوال تماماً ، فلم يعد مجرد هاتف نقال، بل هو على الطريق ليكون كل شئ، وأعني بكل شئ أن يكون هو هاتفك وذاكرتك، بل ومحفظه نقودك، ومفتاح منزلك، وربما جوازك.
ثورة تويتر التي أصبحت دراماتيكيه لا سيما في أخر عامين، وسرعة إنتشار المعلومة، بل وقدرته على تشكيل الرأي العام، غيرت في طريقة تفكير الناس ، وأثرت على القدرة في فرض الحواجز والقيود، وبالتالي جعلت الشفافية ضرورة، والسيطرة على المعلومة شبه مستحيل.
وعلى الجانب الأخر، نجدد عادة بطاقة الأحوال كل عشر سنوات، لان عشر سنوات هي فترة تقريبا يتغير فيها ملامح أغلب البشر، وبالتالي يؤخذ صورة جديدة للملامح التي تغيرت، وعاده تكون أولى البطاقات في الخامسة عشر من عمرك.
إذا كنت تحمل حاليا البطاقة الثالثة فما فوق، فلا تحتاج عشر سنوات لتشعر أنك تغيرت وبالتالي صرت أكبر،كل ما تحتاجه هو الجلوس مع جيل الشباب دون ٢٥ عام، حتى لو كنت لا تكبرهم كثيرا، لتعرف أن المسافة بينكم أكبر من عدد السنين.
فحتى لو حاولت مسايرة الجيل الجديد، جيل تويتر، جيل صناعه المعلومة لا إنتظارها، فلن تستطيع !!
كميه المعلومات والوسائل المتوفرة بهذا الحجم الهائل، أجبرت هذه العقول أن تكون كبيرة، وأكبر من أجيال سبقتها بسنون عده، أجلس بجوار شباب بين الخامسة عشره والعشرون، بل وأصغر، في مقهى أو مطعم، ستجدهم يصدمونك بالمواضيع التي يناقشونها، وعمق التفكير ومدى الوعي السياسي والاجتماعي، الذي لم يكن ليأتا لأجيال سبقت قبل أن يشتعل الرأس شيبا.
هذا الوعي التقدمي لدى الجيل الذي يمثل جل المجتمع السعودي، هو مدعاة للفخر، ولكنه كذلك مسئؤلية ملقاه على كاهل الآباء والمعلمين، فجيل اليوم لا يجب أن يعامل بوسائل الأمس، وهم كنز إذا أحسن التعامل معهم، وقنابل موقوتة إذا أسئ التعامل معهم.
اترك تعليقاً