بالطبع الغرب لا يهمه مصلحة الدول العربية، ولا تحقيق الحريات والديمقراطية في دول الربيع العربي، لا سيما إذا كانت الديمقراطية ستأتي بمن لا يخدم المصالح الغربية، وبالطبع يهم الغرب أمن ومصلحة إسرائيل.
ويعي نظام بشار الأسد أهمية أمن إسرائيل وأنه خط أحمر، وكان هذا واضحا منذ انطلاق شرارة الثورة السلمية في سوريا، بدءا من تصريحات رامي مخلوف التي ربط بها أمن إسرائيل ببقاء النظام الأسدي، ثم محاولة إثبات ذلك بتحريك بعض العملاء على الحدود مع إسرائيل، والتي كانت هادئة لعقود.
خلال عام ونيف شاهد الغرب النظام السوري يتراجع، رغم القصف والدموية وحصار المدن اقتصاديا، ورغم الدعم الإيراني المستميت والغير محدود إما مباشرة وإما عبر عملاء إيران في العراق وحزب الله في لبنان، وصولا إلى الدعم الروسي عبر السلاح ثم الفيتو فقوات مكافحة الإرهاب.
ولكن العالم أيضا شاهد شعب ثابت، سلمي في أغلبه، لم يتراجع رغم تزايد وتيرة القتل، لا سيما منذ الفيتو الروسي، ويبدو أن الشعب لم يعد يخشى الموت ، بل أن الشعب السوري أظهر أنه لن يتراجع لأخر شخص فيه.
العالم كان يشعر بالخزي تجاه وقوفه صامتا مع إستمرار القتل في سوريا، لا سيما بعد شهادات الصحفيين الغربيين، الذين كانوا في حمص خاصة، مما جعل رواية النظام السوري عن العصابات محل تكذيب من الشعوب الغربية.
ولأن الغرب فهم الرسالة من إرسال روسيا لقوات مكافحة الإرهاب، وأنه قرار بالقتل حتى نجاة بشار، فقد كان الرد الأوروبي ذكيا بفرض عقوبات على والدة وزوجة بشار الأسد، رغم أن زوجته تحمل الجنسية البريطانية.
وقد كانت رسالة الأوروبيين ذكيه، تعني قبولهم سقوط عائلة الأسد بانقلاب عسكري، يضمن بقاء النظام القادم حاميا للحدود مع إسرائيل، وبشرط حماية الأقليات الكردية والمسيحية والعلوية في سوريا.
كان الأذكى هم الأخوان – أكبر القوى المعارضة تنظيما – ، ببيانهم الذي التزموا فيه بدوله مدنيه، بقى أن يلتقط الجزء المتبقي من الرسالة، قيادات الجيش لا سيما العلوية وذلك بأن ينقلبوا على أسرة الأسد ملتزمين بالتغيير وبحماية الحدود الإسرائيلية، مقابل التضحية بأسرة الأسد.
وبالتالي فالنموذج المصري هو الأنسب للغرب، دولة يحكمها الجيش، ويديرها الأخوان، هو أفضل سيناريو للحل في سوريا، بما يضمن وضع حد لسفك الدماء، والتخلص من الطاغية، مع مراعاة إسرائيل، ثم حقوق الأقليات.
صحيفة الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2012/03/27/article_640696.html
27 مارس 2012
اترك تعليقاً