بسم الله الرحمن الرحيم
الحديقة الخلفيه للربيع العربي
بعد كشف وزير العدل الأمريكي عن المؤامرة الايرانيه والخاصه بمحاولة اغتيال السفير السعودي في امريكا عادل الجبير، توقعت بداية تبعات مشابهه لأحداث ١١ سبتمبر من حيث الانكار من انصار نظرية المؤامره،ولكن الجيد في ٢٠١١ نسبة الوعي الذي ارتفع لدى الناس،فلم يعد نجاد ونصر الله يمثلان عبدالناصر الألفيه الجديده، ولم يعد الكثيرين يطربون لمن يسب الغرب والامبراليه، وينزل من المنبر ليقتسم كعكة المنطقة معهم.
تمر أحداث كثيرة في هذة السنة الغريبة التي نعيشها، ويحاول كثيرون الترويج لمشاريعهم بنفس الوسائل العتيقة، فحماس لم تحقق بطولة بإستبدال شاليط بأكثر من ألف أسير، فالثمن المنسي ١٣٠٠ شهيد،ودمار في غزه لمنازل وبنيه تحتيه، وحصار لغزه مات جوعاً منه الشعب، لا قيادات حماس بالطبع.
الكيل بمكيالين والتخبط أحيانا واضح، من نصر الله أو نجاد ، فحزب الله و إيران كان لهما رأي مؤيد ومبارك للثورات في تونس ثم مصر، ما لبث أن تحول إلى النقيض فيما يخص ثورة الدم في سوريا، وتهويل وتدليس لأحداث البحرين.
الكيل بمكيالين أصبح أوضح أيضاً في السياسة الأمريكية والغربية، لا سيما بريطانيا وفرنسا، فاللهث المزعوم لانقاذ ليبيا، او نفطها ان شئتم، قابله كما تعرفون خطوات تسير حبواً تجاه أي عمل ضد سوريا، حتى لو كان قراراً متجهاً للادراج.
ساركوزي قابل هجوماً في بداية فترته لاستضافته بشار الأسد في احتفالات العيد الوطني الفرنسي، واستقبال القذافي كذلك، ولم يعبأ كثيراً بذلك طالما أنهما سيدعمان اقتصاد فرنسا، ثم كونها المفاوض الرئيسي بين سوريا وإسرائيل، كذلك فعل برلسكوني مع القذافي في مهزلة الفتيات اللاتي خطب فيهم عن الاسلام وقدم لهم نسخة من الكتاب الأخضر.
وكانت فرنسا وإيطاليا أول المبادرين للمشاركه في حلف الناتو، عندما اقتضت المصلحة والاقتصادية بشكل رئيسي معاداة أصدقاء الأمس.
عوداً إلى إيران فقد حاولت أن تستغل ثورات الربيع العربي لصالحها، وقد سارت الأمور كذلك لا سيما في شمال أفريقيا، ولم توفق إيران -ولله الحمد- في البحرين وسوريا،ومن أخطر الأخبار التي لم تتصدر الصحف، ما قاله مرشد الثورة الايرانيه من فكرة إلغاء اختيار الرئيس بالانتخاب،لقطع الطريق لوصول رئيس من التيار الاصلاحي.
ختاماً أورد ما ذكرته هدى الحسيني في مقالها في الشرق الأوسط المنشور الخميس ٢٠ أكتوبر٢٠١١ ، على لسان أمير جاهنشاهي، مؤسس حركة «الموجة الخضراء» المعارضة :«النظام الإيراني هدفه السعودية.. يريد تغيير النظام هناك، والبقية مجرد (مقبلات)، بما فيها عداؤه لإسرائيل. إيران تريد السيطرة على المنطقة، وما أعلنت عنه أميركا ليس خدعة. دعوا الشعب الإيراني يتحرك».
ففي الربيع العربي، لم يتغير شئ في السياسة كلٌ يعمل لمصلحته ، فقط أصبح ذلك بشكل أوضح وربما أوقح.
21-10-2011
اترك تعليقاً