البؤرة المنسية

الصومال دولة عربية افريقية تقع في شرق إفريقيا على ما يسمى بإسم القرن الإفريقي يحدها من الشمال الغربي جيبوتي وكينيا من الجنوب الغربي ويحدها من الشرق خليج عدن والمحيط الهندي وتمثل المفتاح الجنوبي الغربي للبحر الأحمر.
وتشهد الصومال حرب أهلية منذ حوالي العقدين، وقد كانت تحت الإحتلال الإيطالي والبريطاني حتى 1960ولذلك فشعبها يتكلم هاتان اللغتان بالإضافه للعربية وللغه الاصليه الصوماليه.
هذه الحرب الأهلية بالإضافة إلى المجاعة الحاصلة والتي كانت كما تذكرون تستجذب العطف من الدول الإسلاميه والخليجية خاصة، ساعدت على إستقطاب قيادات إرهابية على رأسها أسامه بن لادن بعد أن ضيق عليه شمالا في السودان.
أدى ذلك إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية أولاً في أكتوبر 1993 خلال الضربة التي وجهت للقوات الأمريكية وراح ضحيتها 18 جندا امريكيا، بتوجيهات من أبو حفص المصري صهر بن لادن المقتول في غارة على كابل 2001.
وصولا إلى تفجير سفارتي نيروبي ودار السلام في تنزانيا وكينيا العم 1998 قبل أن يرحل بيل كلينتون بعامين.
انتقلت بعدها قيادات تنظيم القاعده كما يتداول للعيش في أفغانستان وعلى حدود إيران وباكستان.
خفت الأنباء القادمه من الصومال عالميا إنشغالا بحروب بوش تاركاً بؤرة الصومال، عدا تتالي أخبار سيطرة المحاكم الإسلاميه “المعارضة” على المدينة تلو المدينة والميناء تلو الميناء وصولا إلى ميناء مهم الأسبوع الماضي وقبل أن تخطف حاملة النفط السعودية، المخطوفة الأحد على الأرجح رغم تضارب تصريحات البحرية الأمريكية وسواها من وكالات الأنباء.
الخبر أتانا يوم الأحد بأن: البحرية الأمريكية تعلن عن إختطاف أكبر ناقلة نفط سعودية وثاني أكبر ناقلة نفط في العالم تسمى سيرياس ستار (النجم الشعري) تحمل نحو مليوني برميل من النفط وهو ما يزيد عن ربع إنتاج المملكة النفطي في اليوم.
ووصفها اللفتنانت ناثان كريستينسين –متحدث بإسم الإسطول الأمريكي الخامس- : أكبر سفينة تتعرض للخطف وحجمها يعادل ثلاث طائرات للركاب.
تملكني قلق وتشاؤم كبير بل رعب من هذا الخبر فما كنا نخشاه شرقا اصابنا غربا، ما خلا بصيص التفاؤل أن يسبب الحادث إرتفاعا في أسعار النفط ولم يكن ذلك إلا بمقدار دولارين ما لبث أن فقدهما عائدا إلى 47$ للبرميل.
وتضاربت الأنباء عن عودتها أو إستمرار إختطافها حتى طمأنتنا الأخبار بأنها إستقرت على السواحل الصومالية ، بل بخبر ألطف من أن شركة أرامكو تستعد لأستقبال إتصال من الخاطفين، أحسست حينها حقا أننا في فلم أمريكي.
وللمعلومية فقد خطفت أكثر من ستين سفينة في هذا العام الذي شارف على الإنتهاء أدى إلى إرتفاع أسعار النفط وإتباع السفن لطرق أخرى بين آسيا وأوروبا.
ولا ننسى سفينة الدبابت الأوكرنية قبل فترة ليست بالبعيدة.
الحوادث المتتالية أضرت بمصالح كل دول المنطقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر المهددة بغلق قناة السويس التي تمثل مصدر دخلها الأول.
وبدل من أن نفرح اليوم بخبر إطلاق صراحها بعد أن زادت الحوادث في المنطقة أتانا خبر آخر يقول: “قراصنة يخطفون سفينة شحن من هونج كونج في خليج عدن” أو بالدارجه السعودية : ) الشباب شادين حيلهم ) .
وعندما كنا نطالع الصحف قبيل الحسم في الإنتخابات الأمريكية كان المراقبون يفندون تركة بوش بين العراق وأفغانستان وصولا لإيران وسوريا ثم الدرع الصاروخي الروسي إنتهاء بالمشاكل الإقتصادية…
ونسي الجميع تركة بوش المنسية الصومال ، فهذة البلد ومنذ تولي بوش وكان واضحا أنها مثل أفغانستان تحتاج بناء دولة قوية حتى لا تصبح مثل كرسي الحلاق كل من أراد يستطيع الجلوس علية قليلا.
والسفينة خطفت على بعد 450 ميلا بحريا جنوب شرق مومباسا الكينية.
هل يحتاج أن أقول المزيد ؟
لا أعتقد فكل من أتى على سيرة كينيا هذه الأيام فهو حتما يقصد باراك أوباما، حيث يتوجب عليه أخذ إجراءات صارمة لإجتثاث الفوضى من الصومال كما أفغانستان.
ولأن السياسة قذرة والسلم يصنعة الدم، فلا بد أن يحافظ على مصالح بلده والأمر ينصب على البحرية الفرنسية والبريطانية في المنطقة.
وليس أكثر من تصريح الرئيس الصومالي بأن قوا المحاكم أصبحت قوية وبالتالي قريبة من مقديشيو، ولا ننتظر حتى تسقط كما سقطت كابل في يد طالبان.
لا أخلينا من المسؤلية فالماء بلل قدمينا ولم نعد بعيدين، وكما صرح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل اليوم : بأن القرصنة كالإرهاب.
فلا بد أن نثبت أننا كما نجحنا ولله الحمد في معركتنا مع الإرهاب، نستطيع مع القرصنة بإذن الله وتوفيقه وتعاوننا مع الأشقاء والحلفاء.
نوفمبر 2008

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *