حينما قررت قبل شهور الترشح للانتخابات البلدية، كنت أطمح بالطبع للنجاح بمقعد في المجلس البلدي بالرياض، ومن نافلة القول أن الطموح أمر مشروع لكل أحد، بالطبع الطموح بالنجاح لا ينتهي عند الفوز، بل يمتد إلى النجاح في التمثيل الأمثل، وسبب المقال هو ظني بأن النجاح ليس هو الهدف بحد ذاته ،ليس هو الهدف الذي تتحقق منه السعادة بالمطلق.
وإثباتاً لمن يبحث عن إثبات أن ما سأقوله هو رأي ومشاعر بمعزل عن نتيجة الانتخابات، فوزاً كان أو عدم توفيق، أني أكتب هذا المقال قبل يوم من الاقتراع، وقبل ثلاث أيام من إعلان النتائج.
خلال تجربتي منذ أن بدأت أن أخبر المعارف والأقربين بنيتي للترشح وحتى كتابة هذا المقال، كانت تجربة ثرية بمشاعر متضادة ومميزة، سمحت بسقوط الكثير من الأقنعة، وبظهور مشاعر الحب والوفاء والغيرة والحسد، وكانت فرصة سانحة لمعرفة الكثيرين على طبيعتهم.
ونحن نخوض في هذا العام تجربة الانتخابات البلدية في دورتها الثانية، قابل هذه الدورة صدود كبير من الناس وإستشعار بعدم جدوى هذه التجربة، وكنت في صدد ذلك ألمح أملاً في تصفية الناخبين، لنخرج من دوافع فكرية وعائلية، إلى دوافع منطقيه، تختار بحسب برنامج المرشح، وبمدى ما يستشعر الناس واقعية ونفعية برنامج المرشح الانتخابي.
ولاني إنسان متفائل بطبعي، فلا هدف عندي من ذكر السلبيات في الانتخابات،ويكفيني أن أعرج على النواحي الإيجابية في تجربتي الانتخابية، وأرتايت أن أكتب مقالا عن ما اسعدني في هذا المشروع عدا النجاح.
وقد كان أجمل ما حصل لي في هذه التجربة، هي مشاعر المحبين لا سيما الغير مقتنعين في الانتخابات، ورغم أن ذلك لم يمنعنهم أن يقدموا لي كل دعم مادي ومعنوي في غمار هذه التجربة الصعبة، ويأتي على رأسهم فهد السديري الذي أمن بي ودعمني بأكثر مما استحق، والشكر موصول ليوسف الحضيف، و لفهد المساعد وخالد السهيل.
أخيراً سادتي الكرام ولا أخفيكم سراً، ليست السعادة في النجاح فقط، بل في وجود أشخاص يدعمونك، لإيمانهم بك ولا يرجون من ذاك شيئاً، وبحكم أن جميعهم أعلى مني منزله فقد علموني كيف أتواضع حين أكون كبيراً مثلهم، بتواضعهم معي وأخذهم بيدي.
شكراً أبونايف، شكراً إقلاع، شكراً للجميع..
Twitter: Abdulrahman_ab
اترك تعليقاً