شاهدت مقطع فيديو على اليوتيوب يخص خروج الشاعر عبدالرحمن يوسف القرضاوي من برنامج القاهره اليوم على شبكة أوربت، وذلك بعد رساله من جوال الإقلاع أذاعت الخبر، وبإمكان الجميع مشاهدة المقطع، وسأشرحه إختصاراً، فقد وردت مقدمة البرنامج وذكر فيها اسم الشاعر ودواوينه، ومباشرة بعد المقدمه ثارت ثائرة الضيف عبدالرحمن القرضاوي لسبب ذكر جنسيته القطريه في المقدمه، بأن ذكر التقرير العبارة التاليه “شاعر مصري/قطري”.

وقد كان أن رد الأستاذ/محمد مصطفى شردي أحد مقدمي القاهره اليوم بأنه أستند في المقدمه
للويكبيديا،ولأني لا أحب أخذ المواضيع من القشرة،فقد عدت للويكبيديا واليوتيوب وعده مواقع أخرى بما فيها موقع الشاعر بالطبع، محاولة مني لتفسير سبب الغضب، و”خروج” الضيف من البرنامج –أستخدم عبارة “خروج” قصداً لأني لا أنسب بطولة للاستاذ عمرو أديب بإستخدام “طرد”، ولا بطولة للشاعر عبدالرحمن يوسف بإستخدام “إنسحاب-.

وقد قام الشاعر بعد إنسحابه من اللقاء لاحقا بنشر بيان على موقعه وعلى اليوكبيديا تحت عنوان: ” لمن يهمه الأمر”، وقد عجبت إبتداء من أن جعل مقدمة خطابه إيضاح كرمه و تواضعه بأن قبِل بالمقابله في البرنامج الذي يُعرض خمس أيام في الأسبوع، وهذا رغم مشاغله العديدة، وللمعلوميه فخلال الشهرين الماضيين التقى البرنامج عدد من الوزراء و مرشحي الرئاسه وغيرهم ولم يكونوا بهذا الغرور والتعالي على الإعلام.

ثم ذكر أن سبب غضبه أنه إتفق مع رئيس تحرير البرنامج طارق يوسف، على أن يكون مرجع المقدمه عنه هو موقع الشاعر، بينما أستند البرنامج على ويكبيديا،

ثم ذكر بعد ذلك أنه ولد وعاش عشرين عاما في قطر،وأنه عاد وتنازل عن الجنسيه القطريه بمحض إرادته،مع شكره وتقديره لقطر، وذكر لاحقا أنه لا يقبل أن يزايد أحد على وطنيته.

وحتى لا أزعجكم كثيرا بالتفاصيل فالشاعر يرفض أمرين، لا يريد أن يذكر أنه قد كان قطريا،وبالطبع أسرته، ويريد الناس أن ينسوا أنه إبن الشيخ يوسف القرضاوي، وهذا واضح في موقعه الذي لا توجد في أي من صفحاته كلمة “القرضاوي”، بل وذكر ذلك صراحه في لقاء تلا ذلك مع الإعلامي الكبير محمود سعد، ولم يذكر سبب تحفظه الدائم على نسبه لأبوه، وإن كان يبدو في نظري لسببين، أولهما الخط السياسي المختلف، والأخر كي لا يرتبط بالقرضاوي الأب فقطر فالجزيره إلخ.

أما الغضب الأكبر الذي أعتراه في تحليلي فهو بسبب الخلفيه التي يمتلكها كمدير لحملة د.البرادعي للرئاسة، ووعيه الكامل بما تأثرت به شعبية البرادعي بعد أن حاربه النظام السابق، بذكر جنسيته الأخرى، وكذلك فيما يخص زواج إبنته من أجنبي.

مشهد خروج ضيف بهذه الطريقه، مشهد لم أره في حياتي من قبل، عدا مره واحده حين خرجت ضيفه من الإتجاه المعاكس، والعجيب أن البرنامج كان يستخدمه كأحد مشاهد الدعايه، لا أدري إن كان ذلك من محض الصدفه ولكن يبدو أن هذه الذهنيه تاثر بها حتى من تخلوا عن الجنسيه القطريه، فقد رأيت في تصرف الشاعر مثالا على أن بعض القوى التي كانت معارضه قبل 25 يناير ونزلت للشارع مطالبه بالديموقراطيه، تريد الديموقراطيه التي لا تنتقدهم.

قد يكون الإعداد في برنامج القاهره اليوم أو معديه أراد التلميح إلى عماله الشاعر لقطر، إذا أخذنا التفسير المتطرف المؤيد للشاعر، وقد يكون من باب تعدد المصادر وإيضاح الحقيقه الكامله، خصوصا أنه لا يوجد موقع واحد يذكر تخلي الشاعر عن الجنسيه القطريه قبل اللقاء وهذا تفسير المتطرف الأخر.

ولكن دعونا نتذكر أن الشاعر كان يعيش في القاهره ولديه هجائيات عديده في شخص الرئيس مبارك، ولم نسمع أن أُعتقل أو منع من أمسيه، أو من نشر ديوان، ولست هنا في محل لا مدح ولا ذم نظام مبارك، ولكني أخشى أن تكون الثورة قامت على نظام فاسد ومستبد وموصوف بسد الأذان عن مطالب الشعب، ليكون البديل نظام أفسد وقد لا يسد الأذان بل يكمم الأفواه.

لا نستطيع أن نمحي من الصورة شخصيات معارضه للنظام السابق في مصر، لها علاقه وطيده بقطر وبقناة الجزيرة كذلك، مثل حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام سابقا وصاحب برنامج على قناة الجزيره، الذي أنكر أمام جهاز الكسب غير المشروع وجود أي ادله لديه على ثروة محمد حسني مبارك، والتي كان أعلن انها 70 مليار دولار في الأهرام قبلها بأيام،والتهمه بلا دليل كذب وجرم إذا كان أذاها يصل للمواطن العادي، أبناء حسنين هيكل كذلك قد لا يكونوا بعيد عن المشهد القريب في مصر بإستثماراتهم بدلا من شعرهم.

حين نكون معارضين نكون شجعانا في نقد من نخافه، ولكن الرقي الأكبر أن نتحمل النقد لو كنا مكانه.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *