يقوم الحوثيين بجولة على زملائهم من عملاء إيران في المنطقة بعد فشل مفاوضات الكويت، في الوصول لأي حل سياسي للأزمة اليمنية، حيث يزور يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم المتمردين والوفد المرافق له، كلا من الحشد الشعبي وحزب الدعوة في العراق، بالإضافة لقاسم سليماني المقيم في العراق حاليا، ثم ينوي وفد الحوثيين زيارة حزب الله في لبنان، وختام الجولة في الباب العالي بطهران، سعيا منهم على ما يبدو لحشد تأييد للمجلس الرئاسي الذي اعلنوا تشكيله بالمشاركة مع صالح قبل أيام.
الزيارات وصلة الرحم بين أيقونات طهران ليست أمرا ملفتا في حد ذاته، ولكن اللافت وعد الحوثيين خلال تواجدهم في بغداد لقيادات عراقية بتسليم العشرات من الخبراء العسكريين العراقيين المقيمين في اليمن، والذين قدم بعضهم في زمن حكم صدام حسين لتدريب قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، وبعضهم هرب لليمن بعد الإحتلال الأمريكي للعراق في 2003، فبقيوا تحت رعاية صالح في اليمن.
فما الذي تريده إيران من ضباط البعث العراقي بعد ما يقارب الثلاثة عقود على نهاية حربها مع العراق، وبعد 13 عاما من سقوط صدام حسين وإستلامها العراق لتصول فيه وتجول، إلا هذا الحقد الدفين على كل عربي وقف امامها وحاربها الشيعي منهم قبل السني، وقد قامت إيران بعيد الغزو الأمريكي للعراق بتصفية الطيارين العسكريين في الجيش العراقي وبدأت بالشيعة منهم في البصرة.
ويذكر عميد الأسرى العراقيين نزار السامرائي الذي يسرد روايته في الأسر الإيراني هذه الأيام عبر برنامج الذاكرة السياسية، والذي تعرضة شاشة العربية ويقدمه الأستاذ طاهر بركة، حيث سأل أحد المحققين الإيرانيين أسيرا عراقيا من الطائفة الشيعية، هل أنت شيعي أو سني، فأجابه بأنه يتبين من إسمه انه شيعي، فما كان من المحقق إلا أن رد عليه ” لعنة الله عليكم ، والله إن شيعة العراق أنجس من سنة إيران”، وهنا يتبين من قوله وحقده أن المشكلة مع إيران مشكلة عرق وليست مشكلة طائفية كما تروج في الإعلام.
في حال الحرب قد يكون مفهوما ما يتعرض له الأسرى من التعذيب والتنكيل، ولكن ما قاله الحوثيين عن وعدهم بإعادة خبراء البعث لبغداد بعد سنين من نهاية الحرب ورحيل صدام حسين نفسه، ليذكرني بإعتراض الحوثيين بعد إحتلالهم لصنعاء في 21 سبتمبر 2014 على تعيين أحمد عوض بن مبارك رئيسا للوزراء بعد تكليفم من الرئيس هادي بتشكيل الحكومة، ومصدر الإعتراض كان دراسة بن مبارك الجامعية في بغداد وإلتحاقة بحزب البعث حينها.
بن مبارك لم تنتهي قصته مع الحوثيين فقد قاموا بإختطافه في يناير من العام 2015، حين كان يعمل مدير لمكتب رئيس الجمهورية وذراعه السياسية في مؤتمر الحوار الوطني، وقد كان لحظة إختطافه في طريقه للقصر الرئاسي حيث كان مقررا أن تقوم أمانة الحوار ولجنة صياغة الدستور بتسليم مسودة الدستور الجديد للهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار اليمني.
ذهنية الميليشيا التي تحكم ذهن إيران والتي تحركها بوصلة الحقد لتصفية الخصوم ، هي ذاتها التي قتلت وأرهبت كل من مر بجوار حزب البعث العراقي يوما، وهي التي سعت لإغتيال السفير السعودي ثامر السبهان، وهي التي حاولت إغتيال السفير السعودي في واشنطن سابقا د. عادل الجبير، وهي التي تختطف مسئولين يمنيين منهم وزير الدفاع اليمني حتى اليوم، وهي التي اغتالت رفيق الحريري في لبنان حين قدم مشروعا سياسيا شكل خطرا على المشروع المقابل للنظام السوري وحزب الله، بل هو نفس النظام الذي يضع مرشحين سابقين للرئاسة الإيرانية قيد الإقامة الجبرية، وهما مير حسين موسوي ومهدي كروبي.
الموقع الشخصي
4 سبتمبر 2016
اترك تعليقاً