أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بصرف راتب شهر للمشاركين في عمليتي (عاصفة الحزم، وإعادة الأمل) من منسوبي وزارات (الداخلية، والدفاع، والحرس الوطني)، وشمل ذلك القطاعات البحرية والجوية والدفاع الجوي والقطاعات البرية المختلفة.
ويأتي هذا القرار بعد بطولات كبيرة قدمها الجنود البواسل على الحد الجنوبي، ليس فقط بالذود عن حدود وطنهم الحبيب، بل بتولي قيادة التحالف العربي للتصدي للانقلاب في اليمن من قبل الميليشيات الحوثية المتحالفة مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، والذي لا يمثل خلافا داخليا يمنيا فقط، بل يمثل إحدى حلقات التدخل الإيراني في الشؤون العربية، ومحاولة ضعضعة أمن الخليج والأمن القومي العربي.
وقد تبين بالبرهان أن الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الميليشيات من داخل اليمن، هي صواريخ إيرانية وهو ما جاء على لسان الوكالة الإيرانية الرسمية «إيرنا»، الاثنين، أن الصاروخ الذي أطلقته الميليشيات ضد الأراضي السعودية يوم الأحد ١٤ من أغسطس الجاري كان الصاروخ الإيراني «زلزال 3» .
وقد تصدت دفاعات المملكة الجوية لهذا الصاروخ، كما تفعل باقي القوات بالتصدي لكل محاولات العدوان، أو محاولات اختراق الحدود التي نشطت بعد إعلان الحوثيين – صالح لمجلس رئاسي، كخطوة مثلت انقلابا سياسيا على مباحثات الكويت وجهود السلام، تلت الانقلاب العسكري الذي حصل في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤، عبر دخول الميليشيات للعاصمة صنعاء ومحاصرة الرئيس والوزراء والمنشآت الحكومية.
في ظل هذه التهديدات المستمرة خلال هذه المعركة الشجاعة عن الكرامة العربية، والتي مر عليها ما يقارب العام والنصف، استمرت القوات المختلفة المشاركة في عاصفة الحزم وإعادة الأمل بنفس الاحترافية والإصرار على إتمام المعركة حتى النصر أو الشهادة.
وقد رأينا كيف كان الجنود يعتبرون كل شهيد من زملائهم، دافعا لهم لاستمرار المعركة والثأر له والدفاع عن وطنهم وأمتهم، رأينا الجنود المصابين في المشافي، يصرون على العودة إلى أرض المعركة بعد تلقي العلاج، هؤلاء الأبطال يستحقون كل الثناء والدعم بمختلف الوسائل، فهم بعد الله حماتنا، وهم من نعيش في أمان بفضل تضحياتهم وشجاعتهم.
وقد أثلج الصدور أمر خادم الحرمين الشريفين بتقديم راتب إلى هؤلاء الأبطال، وكم تمنينا أن يصحو القطاع الخاص من غفلته ويكون وطنيا بالفعل بتقديم الدعم لهؤلاء الأبطال، أن تكون مسؤوليتهم الاجتماعية بتقديم الدعم للجنود البواسل، بدلا من برامج معلبة يغلب عليها الصبغة الإعلامية لا الاجتماعية.
الأسوأ من ذلك ما يتردد عن بعض المصارف من كونها أحجمت عن تقديم القروض للجنود، وهذا لعمري نكران ما بعده نكران، هؤلاء الأبطال هم أصحاب الفضل لشجاعتهم وتضحياتهم، وبالتالي لا يجب أن يتفضل القطاع الخاص لو قدم الدعم لهم، لأنه لم يقم إلا بالواجب.
صحيفة عكاظ
http://okaz.co/bwKUEdKbz
18 أغسطس 2016
اترك تعليقاً