نعم ماتت إنسانيتنا، لم تمت اليوم يا صديقي ، حين توسدت الرمال بعد أن قادك إليه البحر، كان البحر أحن من كل العالم، العالم الذي تنطع لخمس سنوات للتحرك بجدية لإيقاف الحرب، قالوا الشياطين في التفاصيل، وتأكدنا أننا جميعا شياطين بعد أن ماتت إنسانينا، ماتت حين أصبحنا نشاهد الدم والقصف والبراميل المتفجرة، وفي يدنا طعام نتاوله دون أن تتأثر شهيتنا.
فانيلتك الحمراء ذكرتني بالجيش الأحمر في روسيا، الذي مارس في حروب كثيرة نظيرة “الأرض المحروقة”، و قد أمعن في دعم السفاح بشار الأسد ، والذي صنع قائمة للموت فائقة التنوع ، من براميل لقصف من الطائرات ، لتدمير قرى بالكامل على من فيها، كيف كان جنوده في أول المعركة يركلون البشر حتى يركعون لصورته، صورتك يا صديقي ذكرتنا بصور الأطفال المصفوفين في المشفى، بعد كارثة الغوطتين، والتي كانت فضيحة دولية لإستخدامها السلاح الكيماوي في قتل المدنيين.
الكيماوي وفانيلتك الحمراء ذكرتني بالخط الأحمر ، ذاك الذي خطه الرئيس أوباما، هذا الرئيس الذي ظن الحمقى والمتفائلين أنه سيكون نصير الضعفاء، بل هكذا ظن العالم وهو يسمع عن تسلمه جائزة نوبل للسلام في 2009، أوباما يا صديقي هو المسئول الأول عن المأساه الإنسانية في سوريا، أليس هو الذي منع وضع مناطق حظر جوي في سوريا، أليس هو الذي منع تسليح الجيش الحر بمضادات طائرات، والأهم أليس هو الذي لم يحرك ساكنا لا قبل حطه الأحمر ولا بعده.
ومن نافلة القول أن إيران أكثر من سيفرح بصورتك، ولا مانع لديها ان يخرج كل السوريين عبر البحر، عاش من عاش وغرق من غرق، فهي أرادت من اليوم الأول أن تقف مع السفاح بشار على الطريقة نفسها التي قمعت بها “الثورة الخضراء”، ولا مانع لديها من تصدير شعب فارسي بديل لدمشق العروبة، فقتل الأطفال عقيدة يا صديقي لديهم، هي مسألة إثنية تحتقر العرب ويسعدها قطع نسلهم.
وبعيدا عن رجس السياسة ، تذكرت أن محمد الدرة مات في حضن والده، وأنت يا صديقي حُرمت حتى حضن الوداع، لو بكينا دموعا يا صديقي ملئ البحر لن تغسل عنا هذا العار، ندعو لك بالرحمه وأن تكون الآن في مكان خير من مكاننا، حيث دنيا اللارحمه وصوان موت الإنسانية ما زال منصوبا.
أرقد بسلام يا صديقي،،
اترك تعليقاً