منذ بداية هذا العام وهناك اخبار رئيسيه –بالمفهوم الإعلامي العربي-،والتي تأتي على رأس النشره، وهي الثورات ومطالبات الإصلاح على طول العالم العربي، والتي بدأت من تونس ولا ندري أين تنتهي.
وهناك أخبار جانبيه قد لا تكون ذات أهميه للمتلقي العربي مثل العرس الملكي في بريطانيا، وهناك أخبار مهمة ولكن قد تعبر دون ملاحظه، وعلى رأسها التحركات والتصريحات الإيرانيه، لإستغلال الفوضى، كما كانوا يستغلون الهدوء لإشاعة الفوضى.

ويهم إيران في المقام الأول بقاء النظام الموالي لطهران في سوريا، إن بنفس الحاكم او بسواه، فواضح للعيان وجود خلافات بين أركان النظام السوري وهم الرئيس وأخوه ماهر، والشقيقان رجل الأعمال البليونير رامي مخلوف، ورئيس المخابرات حافظ مخلوف.

ولا شك أن أي خسارة لإيران في العالم العربي لن تساويها قصمة ظهر خسارتها لسوريا –إن حدثت-، وهذا ما سيؤثر على نفوذها الإقليمي في المنطقة، وبالتالي على برنامجها النووي، والذي زادت المخاوف منه خصوصا بعد أحداث تسرب المفاعلات النوويه في اليابان، الدوله التي تفوق إيران بمراحل في التقدم العلمي.

ويأتي في الدرجه الثانيه من الأهميه ضمان إنسحاب القوات الأمريكيه في نهايه هذا العام الذي إنسلخ ثلثه دون أن نحس، حتى تطبق طهران نفوذها على العراق، وقد كان تصريح الصدر واضحا قبل فتره بأن تياره سياستأنف جهاده ضد القوات الأمريكيه إذا لم ينسحبوا في نهاية العام 2011 ، وكان هذا التصريح إبان عودته من الدراسة في الحوزة في إيران.

طبعا في نواح أخرى من العالم العربي، أصبح جليا أن سياسة التعامل بدبلوماسية مع التدخل الأخرق والسافر لإيران في مصالح الدول حقبة أنتهت، والسياسة الجديدة أتضحت جليا من تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين، والموقف الواضح والحازم من دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

كما أن المساعي الخليجيه لردأب الصدع اليمني، تاكد أكثر عدم قبول الخليجين لأحد بمحاولة زحزحة أمن الخليج، كما كان إستغلال إيران للحوثيين قبل أشهر لمحاولة خلخلة أمن المملكة العربية السعودية، وصولا إلى إعلان الكويت صراحة لشبكات التجسس والتدخل الإيراني السافر في الشأن الكويتي.

تقهقر الموقف الإيراني عن طريق الوسيط السوري وضح جليا، من الرعب الذي دب في أوساط صناع القرار في إيران، لأن المصالحه الفلسطينيه دليل على تخلخل الوضع السوري، وعلى مؤشرات مبدئية لعودة الدور الإقليمي المصري، والذي وضح أنه نجح في أن يحل الموضوع كوسيط، وليس كطرف كما كانت غالبا القيادة المصريه السابقة، التي لديها تحفظات على الأخوان وبالتالي حماس، ويجب أن لا ننسى أن الثقل الأقليمي تسلبه دوله من اخرى، وثقل إيران في المنطقه هو ما استولت عليه من نفوذ العراق ومصر.

نقطة يجب أن لا نغفلها ، وهي القلق والتهديدات الإسرائيلية للسلطة الفلسطينية، إذا ما اتمت المصالحه،والتي انتهت وصولا إلى إيقاف تحويلات الجمارك للسلطه الفلسطينيه من 1 مايو 2011، وهذا تأكيد لأن إتحاد العرب بل إتحاد فصيلين في دوله هو أكثر ما يهدد إيران وإسرائيل معا، ومن هنا كان عدائهم الظاهر وتواطئهم الباطن.

يجب أن لا ننسى لبنان الحبيبة، التي كانت في ديسمبر الماضي على جمر من النار بإنتظار القرار الظني، ثم توالت فيها الأحداث بدءا بإسقاط حكومة الشيخ سعد الحريري، ثم ترشيح نجيب ميقاتي، والذي لم يفلح في تشكيل حكومه حتى وقتنا الحاضر، رغم إنسحاب الكثرية السابقة 14 آذار من الحكومة وغعلانهم غكتفائهم بالمعارضة.

اللبنانيون من الطرفين يكتنفهم خوف رهيب مما يحصل في سوريا، طبيعي أن يكون الخوف أكثر من قبل 8 آذار، فلبنان جغرافيتها لا تقسم على اثنين وليس لهم حدود إلا مع سوريا وبالطبع جبهه مع إسرائيل، وبدون سوريا لا يستطيع حزب الشيطان وحلفاؤه الإستقواء في الداخل، كما لا يستطيعون مجابهة إسرائيل لو قررت إستغلال الوضع الراهن.

14 آذار كما اعتقد خائفون بالمثل، فردة 8 آذار وجميع اذيال إيران في لبنان ،على إنهيار النظام السوري –إذا كان-، فلن تكون خارجه من أحد امرين، إما توجيه المدفع للداخل كما فعل ويفعل حزب الله وحلفاؤه بدءا من 2007، وإما بحماقة كحماقة تموز 2006.

الحقيقة أشعر بالسعادة للمصالحة الفلسطينيه، وإن عهدنا من الفلسطينيين دوما أن مصالحاتهم لا تدوم، ولكن الأمل يحدونا هذه المرة خصوصا، وهو عام زال فيه وجوه لم نظنها تزول إلا ليحكم أبنائها وقد زالت.

يبدو أن الأحداث الكبيرة في هذا العام وهي الثورات، بدأت تمنح الأمل للإقليم الذي تحدث فيه الثورة، على أمل ان تستفيد الدول التي تأذت من تدخل دول أخرى لا سيما فلسطين ولبنان والعراق من نتائج هذه التغييرات في المنطقة، وأن يستفيد أبناء الخليج من تحجيم التدخل الخارجي في شئونها.

عاشت دولنا عربية، لا مذهبيه ولا إثنيه،،


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *