لماذا نقاطع

وصلني مقطع يوتيوب من أحد أقاربي عن إحدى السوبرماركات الكبرى في المملكة.
هذا المقطع يمتد لآكثر من عشر دقائق، ويطالبي فيه المرسل –أو معيد النشر وله الأجر- بمشاهدة المقطع لنهايته، وبعد دقيقتين منه لم أكن أنوي أن أتمه ولكن فعلت وحسنا فعلت حتى تكتمل الصوره لدي.
المقطع يبدأ بخلفيات تشبه ألوان وصورة برنامج “صناعه الموت” الذي يبث على قناة العربيه، ومكتوب عليها “لماذا أقاطع ..إسم السوبرماركت”، وتستخدم نفس الخلفيه والموثرات الصوتيه بعد كل مقطع من التقرير.
والحقيقة أن كلمه مقاطعه وممنوع هما كلمتان وطيدتا العلاقة بالمجتمع السعودي، فكل جديد يمنع، وكل ما يخالف فئه من المجتمع يُقاطع، وننسى أحيانا أن هذه الحملات تُدار في كثير من الأحيان لأغراض تجاريه واقتصادي بحث بهدف الإضرار.
ودعوني أشرح المقطع كما رأيته كي أبدا بالنقل قبل التعليق وإبداء الرأي.
المقطع يتكون من أربعه أجزاء، ثلاثة أجزاء رئيسيه وجزء رابع هو التعليقات والخلفيه التي ذكرت مع العبارات التي تمثل الرساله المراد توجيهها والتي تختصر ب”قاطعوا السوبرماركت”.
الجزء الأول وأسميه الإضرار التجاري أو قد نسميه القرف، وهو أعزكم الله يوضح مشاهد لتواجد بعض الحشرات داخل بعض الأطعمه، أو قطط تسرح بين إحدى ثلاجات اللحوم، مما يدل على أن هذا السوبرماركت غير مهتم بنظافة منتجاته‘ وبالنتيجه المحل لا يحترم عملاءه، ولو كان كذلك لوجب التبليغ عنه ومحاسبته من الجهات المسئوله لا أن نقاطعه.
الجزء الأول حوى محاولة أخرى للإساءه لصورة المحل وذلك بعرض صور للوحات إعلان عن تخفيض داخل المحل هو عباره عن خداع للعميل، وذاك بتعليق الإعلان على السقف وتحديد النوع المخفض، ولكن يوضع تحت الإعلان نوع منتج آخر من نفس النوع مثل صلصه طماطم أخرى من نوع غير مخفض، ووضع الصلصه المخفضه بجانبها.
وحقيقة كشخص أعمل في التسويق فكان ما شاهدته قريباً من دعايه سلبيه من منافس، تشابه حروب الإعلانات بين شركات الإتصالات، أو ما رأيناه بين أبل وبلاك بيري على سبيل المثال.
ننتقل للجزء الثاني الذي يوضح عدد من الأشخاص بربطات عنق وقمصان وبناطيل يبدو أغلبهم من الدول العربية المجاورة والغير خليجيه بمشهد يشبه إحتفالات أي شركه ويحوي مكان إجتماعهم كيك وفطاير وعصير عافانا الله وإياكم !!!
ثم يستمر في عرض مناسبات المرح للموظفين والتي تتم عادة في أي شركه، في مواسم معينه لتوطيد علاقات الموظفين ولزيادة ولائهم للمنشأه.
المشهد الأول يظهر فردين من جنسية شرق أسيويه يرقصون على أنغام جهاز تسجيل وزملائهم يضحكون ويصفقون.
المشهد الآخر لمجموعة تلعب كرة القدم، والمشاهدين من زملائهم الموظفين يضحكون ويصفقون ويحضون بعضهم إحتفاء بهدف مسجل، والمشهدين من إستراحات تجمع فيها الموظفين.
المقطع الثالث لشيخ –سأأجل رأيي فيه حتى نهاية شرح المقطع- ، وكان الشيخ يتكلم عن عمل المرأه، وكما يفعلون عادة من دس السم في العسل فقد ضل ينظر عن أن الإسلام يكفل للمرأه العمل –ولكن العمل الذي يناسب قدراتها- وهذا باب مفتوح، ثم قال أنه خاطب وزير العمل الأسبق إبان قراره بعمل المرأه في محال الملابس الداخليه الخاصه بالنسوه، وأنه ذكر للوزير رحمه الله أن وضع أسواق نسائيه بالكامل فرصه لتوفير فرص وظيفيه أكثر للنساء وأفضل لهن، بحيث تكون العاملات في كل المحال وليس محال الملابس الداخليه فقط، ولعمري أنه لطرح قد ينجلي على الجهلاء أو من تغشى أعينهم بالقشور.
هذا الشيخ أراد من قبل أن يهدم الحرم ويعيد بناءه حتى يمنع الإختلاط، وقد أراد هذا الشيخ بطرحه أن تعمل المرأه ولكن كأنها موبوءه لا تدرس إلا النساء، ولا تعمل إلا في سوق لا يدخله إلا النساء.
هولاء الذين يريدون أن تقيس لهم الضغط وتعالجهم النساء ولا يريد المثل لزوجته، يريد أن يراجع في مستوصف خاص لدى إستقبال نسائي بالكامل ولكنها لا تصلح كاشير!!
وللأمانه إنه شيخ ومن على فكره خطر على المجتمع وعلى أطفالنا بل وأخطر من إرهابيي السلاح، لأنه لا أخطر من غسل الدماغ.
وبالتالي لو أردنا أن نختصر المقطع في كلمات حسب لغة مريديه السلفيه فنقول: هل ترضى أن تعمل إبنتك أو أختك ككاشيره في سوبرماركت أكلها ملوث ويغشون في الأسعار ويخرجون للإستراحات ويلعبون الكره ثم يرقص زميلها الفلبيني، الذين ارتضوا له أن يكون كاشيرا تبتاع منه أو سائق يخلو بها، ولكن لا تستطيع هي أن تبيعه أو أن تسوق سيارتها بمفردها.
دمتم بعقل وحريه،وهدى الله مرسل المقطع،
23 نوفمبر 2010

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *