قبل أن يبدأ العام 2011، بدأت شرارة الثورات العربية في تونس ومصر وانفرط العقد، وكان أهم ما يعني إيران من الدول هو سوريا بطبيعة الحال، والتي استماتت في دعمها مادياً وعسكرياً، فلا أكثر من ثلاث طائرات تنزلها تركيا من الأجواء ثم تعيدها لوجود اسلحه بها،وما أدخلته حكومة المالكي براً أعظم، أضف إلى ذلك التقارير التي أشارات إلى دعم طهران للقذافي من باب صرف النظر عن سوريا، ورد لجميل دعم القذافي لإيران في حرب الثمان سنوات ضد صدام.

إن مؤشرات سقوط نظام الأسد، لا سيما بعد خطاب خادم الحرمين الشريفين والبدء بسحب السفراء، بالإضافة إلى صفعة دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين، تعد قاصمتا ظهر لإيران، أضف إلى ذلك القبض على شبكات التجسس في الكويت، وكما لا ننسى ما حدث في نوفمبر 2009 من حزم الجيش السعودي مع الحوثيين وتأمين كامل الحدود، كل ما حصل هو ردود فعل للتدخل السافر في شأن العديد من الدول، ومحاولة الحصول على ثقل إقليمي عنوة.

ومما لا شك فيه أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي، وهي ترى حلفاء لها وخلايا زرعتها واستثمرت فيها تزول أمام اعينها، وبالتالي تأتي أهمية إحكام السيطرة على العراق لا سيما مع خروج القوات الأمريكيه نهاية العام الحالي، وقد تستغل الفوضى التي ستنتج من تعنت علي عبدالله صالح –الرئيس المحروق-،لإعادة دعم الحوثيين والإيعاز لهم بتكرار القلق على الحدود الجنوبية للسعودية، وعين طهران دائماً على مصر لأنها الغنيمة الأكبر للإيرانيين–لا قدر الله-.

كل هذا الحراك يمر أمام أعيننا، ويشغلنا إعلامياً على الأقل، ولأن تسابق الأخبار عن الثورات أصابنا بعدم إتزان، فقد نسينا من أهم ما نسينا المشروع النووي الإيراني، هذا المفاعل الذي يبعد عن الكويت او المنامة أو الدوحه أو الخبر حوالي ثلث بعده عن طهران، وحتى لو أحسنَا الظن في إيران وأن المفاعل للطاقة السلمية فقط، فالكارثة اليابانية من التسربات النووية، هي أكثر السيناريوهات رعباً بلا شك، وقد يكون في نظر إيران تخصيب اليورانيوم هو أكبر النجاحات من الغفلة الإعلامية والسياسية التي سببتها الثورات.

ومما دفع إيران للإستمرار في برنامجها النووي قبل الثورات العربية، هي السياسة الناعمة والفاشلة من إدارة اوباما والغرب عموماً، والتي قابلها سياسة إلتوائية من طهران هدفها كسب الوقت، وفي حال نجح الإيرانيون –وهو المتوقع- في تخصيب اليورانيوم ، ستكون النتيجة بلا شك رد فعل نووي خليجي ، وهو ما بدء بالفعل قبل فترة ونشر إعلامياً بلا ضجيج، فعندما تتجه ثلاث دول خليجيه من اكبر مصدري النفط للنووي كمصدر للطاقة، وهي آخر من يحتاج الطاقة، فهو رد فعل واستشعار بأقصى درجات الخطر، وبأن الغرب لا يُعول عليه دائماً، وأن الخليجيين هم خير من يحمي أمن أنفسهم.

عندها لن نختلف أهو خليج عربي أم فارسي، فسيكون خليج نووي بامتياز،،

17 أغسطس 2011


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *