تم الإعلان أن اليوم الإثنين سيكون موعد فض إعتصام رابعة العدوية، بعد إنتهاء شهر رمضان وإجازة عيد الفطر المبارك، وقد وضح من تصريحات الحكومه إرتباك في ما يخص كيف ومتى يتم فض الإعتصام، ووضح ذلك عبر التصريح بأن إنقطاع الكهرباء عن رابعة كان بالخطأ، وتبين إستعداد الإخوان بمولدات كهربائية بديلة.
الحكومة في أدائها بعدت عن أي إنجاز، وبدت وكأنها لن تعمل فعليا قبيل فض الإعتصام، وهذا زاد من إصرار الإخوان لتعطيل البلد، لا سيما مع فشل كل وفود المصالحة في إيجاد مخرج للأزمة.
وخلال متابعة الخطاب الذي تطرحه منصة رابعة للمناصرين، نجد أن المسارات المطروحة لا تتجاوز إما عودة مرسي أو الذهاب للجنه، ومن الواضح أن القناعه بالوصول للجنه تبدو أقرب، ويتضح ذلك عبر حمل دروع الإعتصام من نساء وأطفال للأكفان.
اليوم ومع تسريبات عن قبول قيادات إخوانية بتسويه، تتم على إثرها قبول الإخوان بفض الإعتصام، مع بقاء الإعتراف بالحزب والجماعة، وإطلاق أغلب القيادات المحتجزة عدا مرسي والشاطر، سيبدو إقناع القيادات الإخوانية بفض الإعتصام، دون عودة مرسي أو الذهاب للجنة مأزق في الخطاب الموجه للمعتصمين.
بالتالي من المرشح أن تكون الحاجه ضرورية لفض الإعتصام بمسرحيه، يقوم فيها الأمن بإستخدام الماء والغاز المسيل للدموع، حتى تحفظ قيادات الإخوان ماء وجهها أمام مناصريها، خصوصا والأمن يبحث أيضا عن فض الإعتصام بأقل الخسائر.
وبغض النظر عن توصيف الوضع الحالي بين كونه إنقلابا أو ثورة، يبدو الخطاب السياسي من جميع الأطراف ملئ بالكراهية والإقصاء، من يسمون أنفسهم أنصار الشرعية يشيطنون السيسي، بل وصل بعضهم بنعته بالكفر، متناسقا مع كلمات منصة رابعة التي تدور في فلك : إن الإنقلاب حصل حتى لا يقوم الحكم الإسلامي، وهم يعلمون أن حكم مرسي لا علاقة له بالإسلام.
المشكلة في الطرف الآخر أنه يستخدم نفس اللغه الإقصائية عبر كل القنوات الإعلامية الموالية، ولديه مشكله أخرى تتضح في سيناء أكثر من القاهرة، وهو الجنوح للحل الأمني منفردا، رغم أن الإرهاب والتطرف لا يُحل أمنيا فقط، وحتى التهم التي توجه لمرسي من شاكلة التخابر مع حماس تبدو غير منطقية.
ختاما لا يستطيع المختلفين في أي وطن أن يبقوا سويا إلا بالتعايش، وهذا ما يبدو بعيدا عن كل الأطراف، بل وأصبحت السمة السائدة هي الدعوة للحوار من طرف، ثم رفضها من الطرف الآخر، كل منهم يملك خطاب للخارج وخطاب للمؤيدين، وما زالوا لا يملكون خطاب للشعب، تتوافق فيه الأفعال مع الأقوال، لتعود مصر لتكون جنة الدنيا، ويتركوا جنة الآخرة لرحمة الخالق سبحانه.
اترك تعليقاً