يستغرب كثيرون ما حصل من إلتفاف القاعدة على الجيش الحر في سوريا ، بل واغتيال لقيادات الجيش الحر ، ومحاولة اغتيال قائدة سليم إدريس ، وتطورت الأخبار لتذكر نية تنظيم القاعدة إعلان دولة في شمال العراق.
ولكن حقيقة الأمر استهداف قوة المعارضة الحقيقة وهي الجيش الحر، وكذلك إعلان دولة القاعدة، هما هدفان رئيسيان لبشار وأنصاره من إيران وحزب الله ، وتحقق أهداف إسرائيل وأمريكا أيضاً ، فتحركات القاعدة تشطر جسد معارضة الداخل، بل وتزيد من كفر المواطن العادي بالمعارضة، لا سيما مع تراكم تصرفات القاعدة البشعة في مناطق سورية عدة، أقبحها نحر بعض الجنود بنفس طريقة شبيحة بشار.
أما إعلان دولة للقاعدة في شمال سوريا ، فهو. يقدم خدمة جليلة لأعداء سوريا والمتخاذلين عنوه عن نصرة شعبها، فهي ذريعة للأمريكان وباقي الأطراف ، حتى تبقي نظام بشار أكثر طالما البديل تنظيمات إرهابية، وهو ما يخدم خطة بشار البديلة، وهي تقسيم سوريا لدويلات، مما يحقق هدف إسرائيل -بتقسيم سوريا- إذا ما فشلت في إبقاء نظام بشار.
هذا يعيد الحديث القديم عن علاقة إيران بتنظيم القاعدة ، بعد تدخل أمريكا في أفغانستان ، وعن علاقة نظام بشار في سوريا، الذي رعى تنظيم القاعدة وتخريبه العراق، بعد سقوط نظام صدام حسين.
إن قيام القاعدة بالقيام بهذه الخطوات الداعمة لبشار الأسد، وهو نظام طائفي علوي كان حافظ الأسد يغلفه بستار بعثي، وحقيقة الأمر أن نظام عائلة الأسد كان دوما يغلف طائفته بشخصيات سنية، على رأسها عبدالحليم خدام وفاروق الشرع، لا سيما في لحظات المناكفة مع الدول السنية، أو في حالات تصفيه خصوم في الداخل السوري.
الأسد لا يختلف نهجه منذ بداية الأزمة، فهو يحاول تهديد الأقليات بأنه الضامن لهم، حين أرسل البطرك للبرازيل قبل عام ونصف لجلب دعمها، ويبدو أنه يدعم لتكوين دولة كرديه شمالا تقسيما لسوريا ونكاية في تركيا، والجهد الأعظم لبشار كان استخباراتيا عبر اختراق جسد المعارضة.
اختراق المعارضة هو هدف أسمى، لأنه يشكك الغرب في البديل، عبر قدرة النظام البديل للحفاظ على الأقليات، وقدرة النظام البديل على الالتزامات الدولية، وخصوصا الحفاظ على هدوء الجولان، وهذا ما يجعل أكثر الدول الغربية دعما لسوريا، ترغب في بقاء النظام وزوال بشار، ولن تنجح الثورة السورية إلا باختراق استخباري مماثل للدوائر المحيطة ببشار، ولعلنا نتذكر أن أنجح الخطوات ضد نظام بشار كانت تفجير اجتماع الخلية الأمنية.

الموقع الشخصي
20 يوليو 2013


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *