كلنا معاقين

وئام وهاب النائب الدرزي اللبناني السابق والذي عمل في ميليشيا الحزب الإشتراكي التابع لجنبلاط، وظل متنقلا من صف جنبلاط إلى صف خصومة، حتى حظي درع العمالة السورية بامتياز، عبر تأسيس تيار التوحيد في 2006 بعد حماقة حزب الله المشهودة، حتى يزيدوا عودا أعرجا في حزمة 8 آذار الخانعة في كنف عود أوحد، ومعروف عن وئام قباحة اللسان وبالتالي وظيفته سب الخليج، وكل من لا يأتي على هوى نظام الأسد وحزب الله.

خرج وئام وهاب في هجمة صوتيه على علماء في الخليج، حيث وصف مفتي السعودية والقرضاوي بأنهم معاقين، ولأن فيما قاله وئام لا يوجد خبر كما يقال في لغة الصحفيين، حيث لا إستغراب أن يعض الكلب إنسانا، ولكن اللافت في حديثة ما قاله في نهاية المقطع المتداول عبر اليوتيوب، من أن على دول الخليج أن تعرف بأنها إذا أخطئت فسيحصل فيها مثل ما حصل في القصير!

وإذا كان الخليجيون لم يدركوا عبر ثلاثة عقود نهج الثورة الإيرانية، وكل عملائها في المنطقة وتجاه دول الخليج، فيجب أن يستعيروا هذا الدرس المجاني من وهاب، حيث أن معركة القصير هي مرحلة مهمة ، مما يعني أن شكل المنطقة قبلها سيختلف عن المنطقه قبلها، أقول المنطقة لا سوريا.

الإيرانيون ومن تحت عبائتهم لم يفهموا قط لغة الدبلوماسية، لم يحترموا دعوات طيبه ومحاولات لرأب الصدع من دول عدة في الخليج، لم يحترموا مواثيق دوليه في جزر محتله، ولا هم إحترموا سيادة باقي الدول عبر الإستمرار في زرع شبكات التجسس، ولا ردعهم حرمة حرم أو حج عن السعي لتخريب دول الخليج.

الإيرانيون لم يفهموا قط إلا لغة القوة ، ويتحول بعد الهزيمة لهرر ناعمه تسعى للمفاوضات والموائمات، أما إذا إنتصروا فهذا لا يعني إلا الإستمرار والتبجح في قاموسهم، ومن نافلة القول أن الغرب يتعامل بمكيالين مع إيران من جهه والدول العربية في جهه، فحتى إسرائيل ضربت المفاعلات البدائية في العراق وبعدها في سوريا، ولم تقترب قط من مفاعلات إيران، لأن إيران ببساطة ليست عدوة إسرائيل ولا خطر عليها، إلا عبر خطب المذياع الصفوية.

ولماذا تعتبر هزيمة القصير ووقوعها في يد حزب الله نقطة مفصلية ؟ لأن الحصول على هذة المدينة المحورية والتي تعتبر إلتقاء طرق بين غرب سوريا وعاصمتها ولبنان، يعني إستمرار تقدم قوات حزب الله بدعم من طيران روسي وسوري، بالإضافة إلى العناصر العراقيه والتي دربت أخيرا في إيران، للحصول على حلب التي تبدو معركتها قاب قوسين والتي سمتها قوات الأسد”معركة الشمال”، في وضع يشابه وضع القذافي حين كان مرتزقته على بعد كيلات قليله من بنغازي، مدعومة بطيران يستهدف تسوية الأرض.

ولأن إنتصار المقاتلين الصفويين الذين جمعتهم إيران مع عناصر حزب الله ، لا يعني فقط إستعادة كامل التراب السوري تحت إمرة الطاغية الأسد، بل يعني سيطرة كاملة على الهلال الشيعي، فلبنان بتأجيل الإنتخابات حتى ينتهي حزب الله من سوريا،هو إقرار بأن القرار اللبناني رهينة شخص واحد وهو حسن نصرالله، وسيؤدي بالديكتاتورية أن تستفحل أكثر مما هي عليه في عراق المالكي، وصولا لإستهداف أوقح وأضر لدول الخليج.

دول الخليج اليوم في إختبار القصير، الخيارات تبدو محدودة أمامها ، خاصة إذا ما كانت كل دروس صراع الماضي مع الإيرانيين حاضرة، لا بد أن تدعم دول الخليج أكثر من قبل وأسرع من قبل، لابد أن تتمسك بدعم الجيش الحر والثورة السورية، هذا الدعم هو الواجب الإنساني والإسلامي تجاه الشعب السوري الذي تخلي عنه  الشرق وأغمض العين عنه غرب المبادئ الواهيه، ولكن يجب أيضا إدراك أن محور الشر إذا أنتصر في سوريا فالخليج الأرض القادمة لا قدر الله، وسنكون كلنا معاقين بالإختيار حينها.

 

الموقع الإلكتروني

11 يونية 2013


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *