لا أعلم خبرا قرأته مؤخرا أكثر إستفزازا من الخبر الذي أوردته صحيفة الحياة اللندنية بعنوان ” الإمارات تستبعد ثلاثة شبان وسيمين من جناحها في الجنادرية”، ويذكر الخبر أن هذا الإستبعاد أتى خشية على الزائرات من الفتنه، ولفت الخبر أن متشددين طلبوا من مسئولي جناح الإمارات ذلك.
دعك من الحرج مع أشقائنا الخليجيين والذين تنكب جحافل السعوديين عليهم بالزيارة، في كل مناسبة ولو كانت ربع إجازة، وتخيل أن لك صديق إماراتي وسألك : هل صحيح أن نسائكم لا يتحملون مشاهدة أي شاب وسيم ؟، وهو ما لا يخرج عن تفسيرين، إما أن الرجال السعوديين غاية في القبح، أو أن النساء السعوديات غاية في الشهوانية، وكلاهما بالطبع غير صحيح.
الخبر إذا وضعناه في سياقه المقزز، سنجده سلسله من الأخبار التي تخرج على السطح مشيرة بشكل أو آخر إلى شهوانية مجتمعنا، وكأنه مجتمع يعيش من أجل الجنس، في العديد منها يكون جهاز الهيئة طرفا في الموضوع، هذا الجهاز ذو الصلاحيات المتداخلة، والوظيفة الغير واضحه.
هذه الأيام وخصوصا مع خبر رجل الهيئة الذي حاول إقتحام جناح الإمارات أيضا، لضيقه من غناء المطربة أريام، والتي كانت ترتدي العباءة، وتغني من شرفة بعيدة عن الجمهور، والذي كان أغلبه من النساء، كان لافتا مشاركة أبواق إخوان السعودية المعروفة، التي تنقلب من دعم السجناء حينا، إلى اللعب على تقصير الدوله دينيا عبر التضييق على المحتسبين.
إن كانت تلك التهم الشهوانية كاذبة، فالأمر بسيط ولن يتعدى فقاعة إعلامية، فنحن لدينا مواسم سنويه للجدل بين المتشددين والمجتمع، نمر بها في كل جنادرية وكل معرض كتاب، المصيبة لو كانت الشهوانية فعلا زرعت بين الكثيرين منا، وكان ذلك نتاج العزل كما حصل في الخبر.
المجتمع هو عباره عن بناية، كل أسرة فيها هي لبنه من لبنات البناء، وإذا سقطت القيم تداعى البناء، وعندها سيكون اللوم على من ضللونا، وجعلوا العزل طريقه النجاة الوحيدة، وهذا بالطبع دخيل على مجتمع أبائنا، حين كانت النساء والرجال جنبا إلى جنب في أسواق الرياض، رغم وسامة أبائنا.
بوابة الأنباء
bit.ly/113bdgJ
الأحد 14 أبريل 2013
لسماع المقال صوتياً
https://soundcloud.com/#abdulrahman-al-trairi/to-be-handsome-in-ksa-at
اترك تعليقاً