أربع سنوات من الحسره
أوباما نجح في الفوز بفترة أخرى كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، كثاني رئيس ديموقراطي منذ الحرب العالمية الثانية يفوز بفترتين بعد بيل كلينتون، أوباما فاز بعدد الأصوات في المجمع الإنتخابي بحصوله على أكثر من 300 صوت، فيما يحتاج أي مرشح ل270 للفوز، أوباما أستطاع أيضا أن يحصل على أعداد أصوات مواطنين أكثر، وهي الأصوات التي تختار المجمع الإنتخابي.
هناك عوامل رئيسية أدت لفوز أوباما بشكل رئيسي، يتصدرها حزمة المعونات التي قدمت لإنتشال شركات صناعة السيارات، رغم المعارضة الشديدة من كثيرين ومنهم رومني، وهذا ما حسم الولايات كمتشغان لأوباما، بالإضافة إلى عدم وجود مرشح قوي لدى الحزب الجمهوري، تجنيب أمريكا الحروب وسحب الجيش من العراق، بالإضافة لقتل بن لادن وبأقل كلفه، ثم أتت الضربة القاضية عبر إدارة الأزمة بشكل مثالي في أزمة إعصار ساندي.
والإنتخابات الديموقراطية بالنسبه لنا نحن العرب، هي مشهد ديموقراطي حقيقي، لا ديموقراطية الإتيان بالطغاة التي نحسنها، نستمع إلى خطاب المنتصر والخاسر وهي لغة ديموقراطيه لا نحسنها، ثم نسرح مع أمالنا أن يكون هذا الرئيس خير لنا من ذاك، ويكون منصفا معنا في صراعنا الأزلي مع إسرائيل، أو في الإنتخابات الأمريكيه الأخيره نحلم أن يأتي رئيس يخبأ الجزر قليلا، ويخرج العصا الغليظة على تمدد إيران وإستمرار بشار كالسرطان، ناشرا مرضه في دول عربيه عده.
سياسات أي إدارة أمريكية تمس منطقتنا بشكل كبير، حتى لو كانت السياسه المختاره تجاهل المنطقة، أبرز ما حدث في الحملتين الإنتخابيتين أن كلتيهما لم يتطرقا لعملية السلام، هذا على صعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أما في الملف السوري فقد صرح أوباما في أحد مناظراته مع رومني: بأنه يجب أن نعرف أين يذهب السلاح الذي يقدمه للمعارضة السورية، وبالتالي فأوباما أقرب لسياسة نصف الحل في سوريا، والتي يبدو أن قطر تعمل عليها عبر توحيد المعارضه، بتشكيل معارضه ليست جميعا من المعارضه، لأن أولوية أمريكا جولان أمن، لا سوريا ديموقراطية أو الأسوا سوريا صوماليه.
أخيرا، حين تستمع لخطاب أوباما بعد الإنتصار، حين قال: سألتقي رومني بعد أسابيع لدراسة آفاق التعاون، تذكرت مباشرة حسني مبارك حين أنتهى من أول إنتخابات رئاسيه بين منافسين بتاريخ مصر، سارع لإلقاء أيمن نور في السجن بتهمة تزوير، بل حتى بعد الحلم الكاذب المسمى الربيع العربي، كأن أحد أهم إنجازات مرسي في أول مئة يوم، هو إستصدار قرار ضبط وإحضار لشفيق في كل المؤانى المصريه، يعني نفي المعارض خارج الوطن.
ننظر إلى هذا العرس الديموقراطي نحن العرب، بكثير من الإعجاب والكثير من الحسره، قدرنا أن يتكرر هذا المشهد أمامنا كل أربع سنين، تماما مثل كأس العالم، ننظر إليه كل أربع سنوات، نعجب بأداء الآخرين، ونعرف تماما أننا لن نصعد في مسار كأس العالم أو الديموقراطيه لمراحل متقدمة.
اترك تعليقاً