الكثير من السعوديين يعتقد أن المنتمي أو المتعاطف مع أي تيار إسلامي سياسي، لا بد أن تكون مظاهر الإلتزام ظاهره عليه من لحيه وخلافه، ربما لأن التيار الديني السائد في السعودية هو التيار السلفي الذي يهتم بظاهر التدين.
ومن يتابع تيار الإخوان المسلمين ونهجه، يدرك أن ظاهريه التدين ليست ضرورة وهذا ما نراه في قيادات كثيرة من الإخوان المسلمين إما داخل مصر أو خارجها، كما هو الحال بالكاتب جمال خاشقجي.
ولأن الإخوان في السعودية هللوا لوصول الإخوان المسلمين للحكم في مصر بالأساس، وفي دول الربيع العربي عدا ليبيا عامة، فكان لابد لبعض الأصوات أن تستغل زيارة مرسي للسعودية ببرجماتيه الإخوان المعتادة ، وأن تحاول أن توجه ضربه للتيار الليبرالي في السعودية.
الكتاب الليبراليين في السعودية وإن كان لديهم قلق من تقارب إخواني إيراني، يضاعف من المخاطر الإيرانية على دول الخليج والمنطقة عامه، ولديهم بعض المخاوف من أن يتم التضييق على الحريات في مصر مثالا، وهو ما كان ديدن الحركات الإسلامية، جل إهتماماتهم كانت خارج نطاق المناكفات الضيقة.
رسائل زيارة مرسي المباشرة في ما يخص علاقة أكبر قطرين عربيين، من رسائل تطمين من مرسي للسعودية وأمن الخليج، ومن رسائل دعم من السعودية لمرسي، وصولا إلى قطع الشك باليقين فيما يخص أن السعودية ضد الثورة، أو أن الإخوان سيصدرون الثورة.
في مقاله “دين ودنيا .. بين الرياض والقاهرة”، يخرج جمال خاشقجي عن هذه الرسائل ليتكلم بلسان إخواني صرف، محاولا توجيه الهمز واللمز لليبرالي السعودية، الذين يرى أن مناهم كان مقاطعة السعودية لمصر طالما حكم الإخوان، ويرى أن مخاوفهم غير منطقيه ولا تتعدى الشعور بالمنافسة.
ويعود في المقال ليؤكد أن مرسي إستقال تنظيميا من الإخوان، ومن المعروف أن الإخواني يضل إخوانيا، ثم يبدأ في تمجيد نزاهة الإخوان المسلمين، وأنهم لطهارة يدهم وعدائهم للفساد سيكونون أطهر من رجال مبارك، ناسيا أن قيادات كالهلباوي صرحوا أن الإخوان يرشون ويزورون حتى في إنتخاباتهم داخل الجماعة، وأنهم أكثر من عقد صفقات مع نظام مبارك.
يختم المقال بمحاوله وصف حركة الإخوان وحركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالتشابه، وأنهما هما الأساس في مكون الشعبين السعودي والمصري، في محاولة لإلغاء كل التيارات والأطياف في البلدين.
وهذه الخاتمة هي دعابة على درجه مميزه، فجمال خاشقجي الذي ظل سنوات محاربا للتيار السلفي في المملكة ومتعاركا مع رموزه، كشف الوجه الإخواني له مع نزول القرضاوي لميدان التحرير، كما أشار أ.طارق الحميد في مقاله “المخادعون” المنشور في 20 فبراير 2011 في الشرق الأوسط، وما وصفه للتشابه بين الإخوان ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، إلا محاولة إستغلال زيارة مرسي لتوجيه إتهام لليبرالين بأنهم غير وطنيين.
اترك تعليقاً